responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 311

سقاها فروّاها بشرب سجاله‌

دماء رجال يحلبون صراها

و قول أبي حية النميري:

رمتني و ستر اللّه بيني و بينها

عشيّة آرام الكناس رميم‌

رميم التي قالت لجيران بيتها

ضمنت لكم ألّا يزال بهيم‌

و ذكر الحموي و السيوطي و المدني مثل ذلك‌ [1]، و لكنّ تشابه الأطراف كما فسّره القزويني ليس كذلك فهو عنده من مراعاة النظير و ذلك «أن يختم الكلام بما يناسب أوّله في المعنى» [2].

التّسجيع:

سجع يسجع سجعا: استوى و استقام و أشبه بعضه بعضا، و السجع الكلام المقفّى، و الجمع: أسجاع و أساجيع، و كلام مسجّع. و سجع يسجع سجعا و سجّع تسجيعا: تكلم بكلام له فواصل كفواصل الشعر من غير وزن، و صاحبه: سجّاعة و هو من الاستواء و الاستقامة و الاشتباه كأن كل كلمة تشبه صاحبتها. قال ابن جني: سمي سجعا لاشتباه أواخره و تناسب فواصله. و سجع الحمام: هدل على جهة واحدة، و سجع الحمامة: موالاة صوتها على طريق واحد [3] و ربط الخليل السجع بالفواصل فقال:

«سجع الرجل إذا نطق بكلام له فواصل كقوافي الشعر من غير وزن» [4].

السجع هو الفن المعروف في الأدب العربي، و قد سماه تسجيعا قدامة و ابن الزملكاني و المصري و ابن مالك و العلوي و المدني‌ [5]، و ألحقه ابن الاثير الحلبي بالتسميط [6]. و قال ابن الاثير الجزري: «وحدّه أن يقال: تواطؤ الفواصل في الكلام المنثور على حرف واحد» [7] و هو ما قاله القزويني‌ [8]، و هو معنى قول السكاكي: «الأسجاع و هي في النثر كما القوافي في الشعر» [9].

و السجع من أوصاف البلاغة في موضعه و عند سماحة القول فيه و أن يكون في بعض الكلام لا كله، فانّه في الكلام كمثل القافية في الشعر و إن كانت القافية غير مستغنى عنها في الشعر القديم و السجع مستغنى عنه. قال ابن وهب: «فاما أن يلزمه الانسان في جميع قوله و رسائله و خطبه و مناقلاته فذلك جهل من فاعله وعيّ من قائله» [10]. و قال ابن جني: «ألا ترى أنّ المثل إذا كان مسجوعا لذّ لسامعه فحفظه، فاذا هو حفظه كان جديرا باستعماله، و لو لم يكن مسجوعا لم تأنس النفس به و لا أنقت لمستمعه، و اذا كان كذلك لم تحفظه، و ان لم تحفظه لم تطالب أنفسها باستعمال ما وضع له وجي‌ء به من أجله» [11].

و قد ذمه بعضهم لأنّ الرسول- صلّى اللّه عليه و سلّم- ذمّ سجع الكهان حينما قال لبعضهم منكرا عليه و قد كلّمه بكلام مسجوع: «أسجعا كسجع الكهان؟». قال الجاحط: «و كان الذي كرّه الأسجاع بعينها و إن كانت دون الشعر في التكلف و الصنعة أنّ كهّان العرب الذين كان أكثر الجاهلية يتحاكمون اليهم و كانوا يدّعون الكهانة و أنّ مع كل واحد منهم رئيا من الجن مثل حازي جهينة، و مثل شق و سطيح‌


[1] خزانة ص 102، شرح عقود الجمان ص 149، أنوار الربيع ج 3 ص 45.

[2] الايضاح ص 344، التلخيص ص 354.

[3] اللسان (سجع).

[4] العين ج 1 ص 214.

[5] نقد الشعر ص 60، التبيان ص 178، تحرير التحبير ص 300، بديع القرآن ص 108، المصباح ص 79، الطراز ج 3 ص 18، أنوار الربيع ج 6 ص 249.

[6] جوهر الكنز ص 252.

[7] المثل السائر ج 1 ص 193.

[8] الايضاح ص 393، التلخيص ص 397.

[9] مفتاح العلوم ص 203.

[10] البرهان في وجوه البيان ص 209.

[11] الخصائص ج 1 ص 216.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست