نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 305
«أن ترد آخر الكلام المطابق على أوله»[1]. ثم قال
الحموي: «فان لم يكن الكلام مطابقا فهو من ردّ
الأعجاز على الصدور و منه قول الأعشى:
لا
يرقع الناس ما أوهوا و إن جهدوا
طول
الحياة و لا يوهون ما رقعوا
التّرشيح:
الرشح: ندى العرق على الجسد، و
الترشيح التربية و التهيئة للشيء، و رشّح للأمر: ربّي له و أهّل، و رشّح الغيث
النبات: رباه، و رشّحت الأرض البهمى: ربّتها و بلغت بها[2].
قال المصري: «هو أن يؤتى بكلمة لا تصلح لضرب من المحاسن حتى يؤتى بلفظة تؤهلها لذلك»[3]. و منه
قوله تعالى:اذْكُرْنِي
عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ[4] فإن لفظةرَبِّكَ رشحت لفظةرَبِّهِ لأن تكون تورية إذ يحتمل أن يراد
بها الإله تعالى، و أن يراد بها الملك. و لو وقع الاقتصار على قوله:فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ
ذِكْرَ رَبِّهِ دون قوله:اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ لم تدلّ لفظةرَبِّهِ إلا على الاله فحسب لكن لما تقدمت
لفظة «رَبِّكَ» و هي لا
تحتمل إلا الملك صلحت لفظةرَبِّهِ للمعنيين.
و الترشيح يكون للتورية و
للاستعارة و للمطابقة و غيرها، و قد فرّق المصري بين الترشيح و الاستعارة و
التورية من ثلاثة أوجه:
الأول: أنّ من التورية ما لا يحتاج
الى ترشيح، و هي التورية المحضة.
الثاني: أنّ الترشيح لا يخص
التورية دون بقية الأبواب بل يعم الاستعارة و الطباق و غيرهما، ففي قول المتنبي:
و
خفوق قلب لو رأيت لهيبه
يا
جنّتي لظننت فيه جهنّما
رشحت لفظة «يا جنتي» لفظة «جهنم» للمطابقة،
و لو قال مكانها «يا منيتي» لم يكن في البيت طباق.
الثالث: أنّ لفظة الترشيح في كلام
المورّى غير لفظة التورية، فإن التورية في قول علي- عليه السّلام-: «و هذا كان أبوه ينسج الشمال باليمين»
في لفظة «الشمال» و الترشيح في لفظة «اليمين».
و ذكر الحموي و السيوطي و المدني
ما ذكره المصري[5] لأنّه
من أوائل الذين حددوا هذا الفن، و لذلك استندوا الى ما ذكره.
و مثال الترشيح للتورية قول
التهامي:
و
اذا رجوت المستحيل فإنّما
تبني
الرجاء على شفير هار
فذكر «الشفير» يرشح
«الرجاء» للتورية برجاء البئر و هو ناحيتها
و لو لا ذكره ما كان فيه تورية و لكان من رجوت بمعنى ضد اليأس فقط لقوله أولا: «و اذا رجوت المستحيل». و مثال
الترشيح للطباق بيت المتنبي:
«و خفوق قلب ...».
و مثال الترشيح للاستخدام قول أبي
العلاء في صفة الدرع:
تلك
ماذيّة و ما لذباب ال
صّيف
و السيف عندها من نصيب
فان ذكر «السيف» رشح
«الذباب» لاستخدامه بمعنى طرف السيف، و
لولاه لا نحصر في معنى الطائر المعروف.
و مثال الترشيح للاستعارة قوله
تعالى:أُولئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ