و كان الرازي قد تحدث عن السؤال و
الجواب[2] و
مثّل له بقول الباخرزي:
قد
قلت هجرتني فما العلّة؟
صدّت
و تمايلت قالت قلّه
و أشار الى ذلك المدني بقوله: «و سماها جماعة منهم الامام فخر الدين
الرازي: السؤال و الجواب ...
قال الشيخ صفي الدين الحلبي في شرح
بديعيته: و ذكر ابن الاصبع أنّ هذا النوع من مخترعاته، و قد وجدناه في كتب غيره
بالاسم الثاني»[3] أي:
السؤال و الجواب و نقل ابن مالك تعريف المصري و أمثلته[4]، و قال السبكي: «هي حكاية محاورة بين المتكلم و غيره و
هو أعم من الالجاء»[5] و مثّل له بأبيات وضاح اليمن التي ذكرها العلوي: «قالت الا لاتلجن درانا ...».
و قال الحموي: «المراجعة ليس تحتها كبير أمر و لو فوّض اليّ
حكم في البديع ما نظمتها في أسلاك أنواعه.
و ذكر ابن أبي الاصبع أنّها من
اختراعاته و عجبت من مثله كيف قربها الى الذي استنبطه من الانواع البديعية الغريبة
كالتهكم و الافتنان و التدبيج و الهجاء في معرض المدح و الاشتراك و الالغاز و
النزاهة. و منهم من سمّى هذا النوع أعني المراجعة السؤال و الجواب»[6].
و نقل السيوطي تعريف المصري و قال:
«المراجعة ذكرها ابن مالك و عبد الباقي و
غيرهما و هي حكاية التحاور بين المتكلم و غيره في البيت الواحد بألفاظ وجيزة»[7].
و ذكر المدني للترجيع و المراجعة
أمثله كثيرة تدل على شيوع مثل هذا الاسلوب بين الشعراء[8].
التّرديد:
الردّ، مصدر: «رددت الشيء» و هو صرف الشيء و رجعه، و
ردّه عن وجهه يرده ردّا صرفه، و ردّد القول بمعنى ردّه و التثقيل للكثرة[9]. و الترديد
هو إعادة الشيء.
قال الحاتمي: «الترديد هو تعليق الشاعر لفظة في البيت
متعلقة بمعنى ثم يرددها فيه بعينها و يعلقها بمعنى آخر في البيت نفسه»[10].
و عدّه ابن رشيق من المجانسة[11]، و عقد له بابا و عرّفه بقوله: «و هو أن يأتي الشاعر بلفظة متعلقة بمعنى ثم يردها بعينها متعلقة بمعنى
آخر في البيت نفسه أو في قسيم منه». و هذا كلام الحاتمي، و ذلك كقول زهير: