responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 18

ليس فيه خروج على اللغة و الوزن يدخل في هذا الباب.

الائتلاف مع الاختلاف:

هو الصنف السابع من الائتلاف عند ابن مالك، و الصنف الرابع عند العلوي‌ [1] و هو ضربان:

الأول: ما كانت المؤتلفة فيه بمعزل عن المختلفة و أحدهما منتهى عن الآخر، و مثاله قول الشاعر:

أبى القلب أن يأتي السدير و أهله‌

و إن قيل عيش بالسدير غرير

بك البقّ و الحمّى و أسد تحفّه‌

و عمرو بن هند يعتدي و يجوز

الثاني: ما كانت المؤتلفة فيه مداخلة للمختلفة كقول العباس بن الأحنف يهجو قوما:

وصالكم هجر و حبّكم قلى‌

و عطفكم صدّ و سلمكم حرب‌

فكل واحد من هذه مقرون مع ضدّه، مؤلف معه.

و لم يذكر الحموي هذا النوع و إنّما تحدث عن ائتلاف اللفظ مع المعنى، و ائتلاف اللفظ مع الوزن، و ائتلاف المعنى مع الوزن، و ائتلاف اللفظ مع اللفظ، و تحدث المدني عن هذه الأربعة الى جانب ائتلاف المعنى مع المعنى، و بذلك يكون ابن مالك و العلوي قد انفردا بهذا الفن كما تذكر المصادر التي بين أيدي الباحثين.

ائتلاف المعنى مع المعنى:

و هذا الفن قسم من المناسبة المعنوية، و هو قسمان:

الأول: أن يشتمل الكلام على معنى معه أمران، أحدهما ملائم و الآخر بخلافه فيقرن بالملائم، كما قال المتنبي:

فالعرب منه مع الكدريّ طائرة

و الروم طائرة منه مع الحجل‌

فان «الكدريّ»- و هو ضرب من القطا- من طير السهل، و العرب بلادها المفاوز، فقارن بينهما لمكان هذه الملاءمة الدقيقة. و الحجل من طير الجبل، و الروم بلادها الجبال، فقارن بينهما لهذا التناسب الدقيق.

الثاني: أن يشتمل الكلام على معنى و ملائمين له فيقرن به منهما ما لاقترانه به مزيّة كما في قول المتنبي:

وقفت و ما في الموت شكّ لواقف‌

كأنّك في جفن الرّدى و هو نائم‌

تمرّ بك الابطال كلمى هزيمة

و وجهك وضّاح و ثغرك باسم‌

فان عجز كل من البيتين يلائم كلا الصدرين و صالح لان يؤلف معه، و لكن الشاعر اختار ما أورده لأمرين:

أحدهما: ان قوله «كأنك في جفن الردى و هو نائم» مسوق لتمثيل السلامة في مقام العطب فجعله مقررا للوقوف و البقاء في موضع يقطع على صاحبه بالهلاك، أنسب من جعله مقررا لثباته في حال مرور الابطال به مهزومة.

و ثانيهما: انّ في تأخير قوله: «و وجهك وضّاح و ثغرك باسم» تتميما للوصف و تفريعا على الأصل اللذين يفوتان بالتقديم. فالوصف هو ثباته في الحرب، و التتميم هو أنّ ثباته في الحرب لاحتقاره كل خطب عظيم كما يفيده وضاحة الوجه و تبسم الثغر في ذلك الموقف، لا لضرورة فقدان المهرب. و التفريع على الاصل هو أنّ وضاحة وجهه و ابتسام ثغره عند مرور الابطال مكلومين مهزومين فرع ثباته في الحرب حين لا شكّ لواقف في الموت، و الردى محيط به من جميع الجوانب ثم انه يسلم منه.

و استنشد سيف الدولة المتنبي يوما قصيدته التي أولها:


[1] المصباح 118، الطراز ج 3 ص 150.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست