نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 173
و قال ابن شيث القرشي: «هو أن يضطر الكاتب الى أن يأتي بلفظة
غير مستعملة في الذي هو بصدده فيقيمها مقام المستعملة. و مثاله: «فما المعشاق عدمت سلوها و المقلات[1] فقدت
فلوها إلا دون ما أنا عليه من الوجد به و الغرام». فاستعمل «فلوها» في
مكان «ولدها» حتى قابل بها «سلوها» و هو محتمل و ربما كان جيدا. و في الشعر:
و هذا ما سماه عبد القاهر
الاستعارة غير المفيدة[3] و قد تقدمت.
الالتزام:
الالتزام هو الارتباط بالشيء،
يقال: لزم الشيء يلزمه و التزمه و ألزمه إياه فالتزمه، و رجل لزمة: يلزم الشيء
فلا يفارقه[4].
و الالتزام في البلاغة هو «الاعنات» و قد تقدم، و يسمى التضييق أو التشديد أو لزوم ما لا يلزم، و هذا
الأخير أكثر استعمالا في كتب البلاغة. و ممن سماه «التزاما» ابن
مالك و المصري و الحموي و السيوطي و المدني[5].
الالتفات:
لفت وجهه عن القوم: صرفه، و التفت
التفاتا؛ و التلفت أكثر منه، و تلفت الى الشيء و التفت اليه صرف وجهه اليه، و
يقال: لفت فلانا عن رأيه أي صرفته عنه و منه الالتفات[6].
و الالتفات من الأساليب العريقة في
اللغة العربية و قد عرفه الجاهليون كامريء القيس الذي قال:
تطاول
ليلك بالاثمد
و
نام الخليّ و لم ترقد
و
بات و باتت له ليلة
كليلة
ذي العائر الأرمد
و
ذلك من نبأ جاءني
و
خبرته عن أبي الأسود
قال الزمخشري: «و قد التفت امرؤ القيس ثلاث التفاتات
في ثلاثة أبيات»[7]، ثم قال: «و تلك على عادة افتنانهم في الكلام و تصرفهم فيه، و لأنّ الكلام إذا
نقل من أسلوب الى أسلوب كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع و ايقاظا للاصغاء اليه من
إجرائه على أسلوب واحد، و قد تختص مواقعه بفوائد»[8].
و جاء الالتفات في كتاب اللّه
العزيز، و أول سورة فيه تحمل هذا اللون من التعبير فقد قال سبحانه و تعالى:الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعالَمِينَ. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[9]. فقد التفت من الغيبة الى الخطاب. و
جاء في كلام العرب، و قد انتبه القدماء لمثل هذا الاسلوب و ذكره الفراء و لم
يسمّه[10].
و ذكره أبو عبيدة و قال: «و العرب قد تخاطب فتخبر عن الغائب و
المعنى للشاهد فترجع الى