نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 168
يحتاج إلى إيضاح لأنّ الأمثلة التي
ذكرها لا تحدد ذلك تحديدا دقيقا. و من باب الأقسام قول النابغة:
نبئت
أنّ أبا قابوس أوعدني
و
لا قرار على زأر من الأسد
ما
إن أتيت بشيء أنت تكرهه
إذن
فلا رفعت سوطي اليّ يدي
و قول أبي فراس:
لا
ضربت لي بالعراق خيمة
و
لا أنثنت أناملي على قلم
إن
لم أثرها من ديار فارس
شعث
النواصي فوقها سود اللمم
حتى
ترى لي بالعراق وقعة
يشرب
فيها الماء ممزوجا بدم
و قول علي بن مقلد أبي شجاع سديد
الملك:
فان
لم تكن عندي كسمعي و ناظري
فلا
نظرت عيني و لا سمعت أذني
فانّك
أحلى في جفوني من الكرى
و
أطيب طعما في فؤادي من الأمن
الاكتفاء:
كفى يكفي كفاية إذا قام بالأمر، و
كفى الرجل و اكتفى: اضطلع، و كفاك الشيء يكفيك و اكتفيت به. و كفاه الأمر: اذا
قام فيه مقامه[1].
تحدث ابن رشيق في باب الايجاز و
قال: إن الايجاز عند الرماني على ضربين مطابق لفظه لمعناه لا يزيد عليه و لا ينقص
عنه مثل: «سل أهل القرية».
و منه ما فيه حذف للاستغناء عنه في
ذلك الموضع كقوله تعالى:وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ[2] و قال: إنّ الضرب الأول مما ذكره
الرماني يسمى المساواة، و الضرب و الثاني مما ذكره يسمونه «الاكتفاء» و هو «داخل في باب المجاز و في الشعر القديم و
المحدث منه كثير يحذفون بعض الكلام لدلالة الباقي على الذاهب»[3]. و قد سمّى
الرماني هذا النوع الايجاز بالحذف،[4] و هو المصطلح الذي شاع في كتب
البلاغة حينما قسموا الايجاز الى: إيجاز حذف و ايجاز قصر. و عقد الحموي بابا للاكتفاء
و قال: هو أن يأتي الشاعر ببيت من الشعر و قافيته متعلقة بمحذوف فلم يفتقر الى ذكر
المحذوف لدلالة باقي لفظ البيت عليه و يكتفى بما هو معلوم في الذهن فيما يقتضي
تمام المعنى. و هو نوع ظريف ينقسم الى قسمين: قسم يكون بجميع الكلمة و قسم يكون
ببعضها. و الاكتفاء بالبعض أصعب مسلكا لكنه أحلى موقعا و لم أره في كتب البديع و
لا في شعر المتقدمين. فشاهد الاكتفاء بجميع الكلمة كقول ابن مطروح:
لا
أنتهي لا أنثني لا أرعوي
ما
دمت في قيد الحياة و لا إذا
فمن المعلوم أنّ باقي الكلام: «و لا إذا مت» لما تقدم من قوله «الحياة» و متى ذكر تمامه في البيت الثاني كان عيبا من عيوب الشعر مع ما يفوته
من حلاوة الاكتفاء و لطفه و حسن موقعه في الأذهان»[5].
و الاكتفاء ببعض الكلمة عزيز
الوقوع جدا و لم يوجد في كتب البديع و من ذلك قول ابن سناء الملك: