نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 165
و النقصان يسيرين غير مخدجين لما
يستعان فيه بهما و تكون الالفاظ المزيدة غير خارجة من جنس ما يقتضيه بل تكون مؤيدة
له و زائدة في رونقه و حسنه[1]. و مثل له بقصيدة الأعشى فيما اقتصه
من خبر السّموأل و التي قال فيها:
كن
كالسّموأل إذ طاف الهمام به
في
جحفل كزهاء الليل جرّار
ثم قال ابن طباطبا بعد الأبيات: «فانظر الى استواء هذا الكلام و سهولة
مخرجه و تمام معانيه و صدق الحكاية فيه و وقوع كل كلمة موقعها الذي أريدت له من
غير حشد مجتلب و لا خلل شائن، و تأمل لطف الأعشى فيما حكاه في قوله: «أأقتل ابنك صبرا أو تجيء بها» فاضمر
ضمير الهاء في قوله: «و اختار أدرعه أن لا يسب بها» فتلافى
ذلك الخلل بهذا الشرح فاستغنى سامع هذه الأبيات عن استماع القصة فيها لاشتمالها
على الخبر كله بأوجز كلام و أبلغ حكاية و أحسن تأليف و ألطف إيماءة»[2].
و قال المصري: «هو أن يقتص المتكلم قصة بحيث لا يغادر
منها شيئا في ألفاظ قليلة موجزة جدا بحيث لو اقتصها غيره ممن لم يكن في مثل طبقته
من البلاغة أتى بها في أكثر من تلك الالفاظ. و أكثر قصص الكتاب العزيز من هذا
القبيل كقصة موسى- عليه السّلام- في طه، فان معانيها أتت بألفاظ الحقيقة تامة غير
محذوفة و هي مستوعبة في تلك الالفاظ.
و قد رأيت أكثر العلماء على تقديم
الأعشى في اقتصاصه قصة السموأل في أدرع امرىء القيس الشاعر التي أودعها عنده لما
قصد قيصر و وفاء السّموأل بها حتى سلمها لأهل امرىء القيس و بذل دونها دم ولده و
هو يشاهده»[3].
و من ذلك قول النابغة في اقتصاصه قصة الزرقاء للنعمان[4] و التي
منها:
فاحكم
كحكم فتاة الحيّ إذ نظرت
الى
حمام شراع وارد الثّمد
لقد تحدث المصري عن الاقتصاص في
باب الايجاز، و تحدث عنه في باب التنظير أيضا[5]، و تكلم ابن فارس و الزركشي و
السيوطي عليه في فصول خاصة اتخذت من هذا المصطلح عنوانا.
الاقتضاب:
القضب: القطع، قضبه يقضبه قضبا و اقتضبه
و قضّبه فانقضب و تقضّب: انقطع، و اقتضب الحديث: انتزعه و اقتطعه، و اقتضاب
الكلام:
ارتجاله[6] قال العسكري: «الاقتضاب أخذ القليل من الكثير، و أصله من
قولهم: «اقتضبت الغصن» إذا قطعته من شجرته، و فيه
معنى السرعة أيضا»[7].
و له معنى آخر أشار اليه البلاغيون
كابن الاثير و هو خلاف التخلص و ذلك «أن يقطع الشاعر كلامه الذي فيه و يستأنف كلاما آخر غيره من مديح أو هجاء
أو غير ذلك و لا يكون للثاني علاقة بالأول.
و هو مذهب العرب و من يليهم من
المخضرمين، و أما المحدثون فانهم تصرفوا في التخلص فأبدعوا فيه و أظهروا منه كل
غريبة»[9].
و قال التنوخي: «و أما الاقتضاب فالانتقال من كلام الى غيره بكلمة تدلّ على الانتقال من
غير أن يعلق بعض الكلام ببعض، و هو غالبا بقولهم: «أما بعد» و قولهم: «و بعد» و بكلمات كثيرة غيرهما. و قد سمي هذا «فصل