نام کتاب : المعجم المفصل في النحو العربي نویسنده : عزیزه فوال بابتی جلد : 1 صفحه : 486
و تفترق «ليس» عن
أخواتها بعدّة أمور، منها:
1- «ليس» هي فعل ماض ناقص جامد، و المشبّهات بها كلّها حروف.
2- «ليس» هي من أخوات «كان» و
تشبهها في الفعليّة و العمل دون المعنى. أمّا أخوات «ليس» فليست
بأفعال.
3- «ليس» تعمل عمل «كان» مطلقا.
أمّا أخواتها فلكل منها شروط.
4- شروط عمل «ما»: أعملها
الحجازيون عمل «ليس» و أهملها غيرهم و لهذا تسمى «ما» الحجازيّة، و بلغتهم جاء قوله تعالى:ما هذا بَشَراً[1] و قوله
تعالى:ما
هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ[2] و يترتب على عملها شروط أربعة هي:
1- أن لا يقترن اسمها ب «إن» الزائدة،
و إن اقترن بها تهمل أي: يبطل عملها و يرجع ما بعدها مبتدأ و خبر، كقول الشاعر:
بني
غدانة ما إن أنتم ذهب
و
لا صريف و لكن أنتم الخزف
حيث بطل عمل «ما» لدخول
«إن» عليها.
2- أن لا يقترن خبرها ب «إلا» فإن
اقترن بها تهمل، كقوله تعالى:وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ[3] و كقوله تعالى:وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا
رَسُولٌ[4] و
قد ينتقض الخبر ب «إلّا» دون أن تهمل، كقول الشاعر:
و
ما الدّهر إلّا منجنونا بأهله
و
ما صاحب الحاجات إلّا معذّبا
و قد بطل عملها في مثل:
و
ما الناس إلّا واحد كقبيلة
يعدّ،
و ألف لا يعدّ بواحد
حيث بقي عمل «ما» في
البيت الأوّل. «الدهر» اسم «ما» «منجنونا» خبرها منصوب و ذلك رغم انتقاض
خبرها ب إلا. و في البيت الثّاني أهملت «ما» و
ما بعدها «النّاس»: مبتدأ مرفوع. «واحد» خبر المبتدأ مرفوع.
5- ملاحظة: يفسّر النحاة إعراب البيت الأوّل على
وجهين:
الأول: أن تكون «منجنونا» و معذّبا مفعولا به لفعل محذوف و التّقدير: ما الدّهر إلا يشبه «منجنونا» و يشبه معذّبا.
الثاني: «منجنونا» مفعول
مطلق من فعل محذوف و التقدير: ما الدهر إلا يدور دوران منجنون و كذلك «معذّبا» على تقدير: و ما صاحب الحاجات إلا يعذّب معذّبا. أي: يعذّب تعذيبا. و
على هذا الأساس من الوجهين تكون كلمة «الدهر»: مبتدأ
مرفوع و مثلها كلمة «صاحب» و خبره هو الجملة المؤلفة من الفعل
يدور مع فاعله، و من الفعل يعذب مع فاعله.
3- أن لا يتقدم الخبر على الاسم، فإن تقدّم خبرها
على اسمها تهمل، مثل:
و
ما خذّل قومي فأخضع للعدى
ولكن
إذا أدعوهم فهم هم
حيث بطل عمل «ما» لتقدم
الخبر «خذّل» على الاسم «قومي».
و قد يتقدّم الخبر على الاسم دون
أن يبطل عملها و هذا شاذ، كقول الشاعر: