نام کتاب : المعجم المفصل في النحو العربي نویسنده : عزیزه فوال بابتی جلد : 1 صفحه : 405
الخليل: «لا جرم» تكون جوابا لما قبلها من الكلام. يقول الرجل: كان كذا و كذا و
فعلوا كذا، فتقول: «لا جرم أنهم سيندمون»، و فيها لغات:
لا جرم، و لا ذا جرم، و لا أن ذا
جرم، و لا عن ذا جرم، و لا جر ...
و العرب تصل كلامها ب «ذي» و «ذا» و «ذو» فتكون
حشوا و لا يعتدّ بها، كقول الشاعر:
إنّ
كلابا والدي لا ذا جرم
و بدون «ذا»، قال الشاعر:
قلت
لها: بيني! فقالت: لا جرم
إنّ
الفراق اليوم، و اليوم ظلم
و قيل: «جرم» بمعنى:
«كسب». و قيل:
بمعنى «وجب» و
«حقّ»، و لا رد لما قبلها من الكلام، ثم يبتدأ بها، كقوله تعالى:لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ
النَّارَ[1] و
التقدير: ليس الأمر كما قالوا ثم ابتدأ، و قال: «وجب لهم النار».
و في إعراب «لا جرم» اعتمد وجهان إعرابيّان. ففي مثل: «لا جرم أنّ اللّه ينصف المظلوم» فإمّا أن تعتبر «لا» زائدة،
و «جرم»: فعل ماض مبني على الفتح،
بمعنى:
وجب، و فاعله هو المصدر المؤوّل من
أن و معموليها و التقدير: لا جرم انصاف المظلوم من اللّه. و إمّا أن تكون «لا»: النافية للجنس. «جرم» اسمها
مبني على الفتح و هي بمعنى لا بدّ. و خبر «لا» محذوف
و التقدير: لا جرم من اللّه ينصف المظلوم.
الجري على الأوّل
يراد به إتباع اسم لا حق لاسم سابق
عليه في الإعراب. مثل: «صلّيت في المسجد الحرام» «الحرام»: تابع
للاسم الأول «المسجد» في الجرّ فهو مجرور مثله. و كقوله
تعالى:فَإِذا
نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ[2] فالاسم «واحدة» تابع
للاسم الأوّل «نفخة» فهو مثله مرفوع منوّن. و هو غير
ممنوع من الصرف لأنه قابل للتنوين. و الاسم المعرب القابل للتنوين و الذي يجرّ
بالكسرة يسمّى المجرى.
الجري على الموضع
هو إتباع اسم لا حق باسم سابق عليه
في حركة الإعراب التي يستحقها المحل من الإعراب لا بحسب اللفظ، مثل: «ليس التلميذ بكسلان و لا مجتهدا».
فكلمة «مجتهدا» معطوفة على ما هو الأصل في إعراب «بكسلان» أي: النصب، إذ أن محلها من الإعراب النّصب على أنها خبر «ليس»، و مثل ذلك قول الشاعر:
معاوي
إننا بشر فأسجح
فلسنا
بالجبال و لا الحديدا
فكلمة «الحديدا» معطوفة
على الأصل في إعراب كلمة «بالجبال» إذ
الأصل فيها أن تكون منصوبة لأنها خبر «ليس».
جريان اسم الفاعل على الفعل
اصطلاحا: موازنة اسم الفاعل للفعل في حركاته
و سكناته، مثل: «أكرم»، «يكرم» «مكرم» و مثل: «أحدث» «يحدث» «محدث» و مثل: