إلى المعالى طريقها، و أظهر مكنون ما جبله اللّه تعالى عليه، و أودعه
فيه من شرفى الحسب و النسب، و [لطيفىّ] الخلق و الخلق، و خلتى العلم و القدرة، و
حارستى الديانة و الإمامة، و حاستى النجدة و الشجاعة، سوى ما اكتسبه من بهجتى
الفضائل و التوقى عن الرذائل، و كمال المعرفة، و غاية [الحسن]، و مكارم الأخلاق و
محاسن الشيم، و الجود و البسطة و [علو] الهمة و سمو الرتبة، ما لو باها بواحدة
منها أهل زمانه، كان له السبق المبين و الخالفة و البشر.
انتدب أصغر خدمه، محمد بن عبد الكريم الشهرستانى، لعرض بضاعته
المزجاة على سوق/ ل 2 ب كرمه، فخدمه بكتاب صنّفه فى بيان الملل و النحل[1]، على تردد القلب بين الوجل
و الخجل. فأنعم بالقبول. و أنعم النظر فيه، و بلغ النهاية فى معانيه، و بالغ فى
الثناء على أصغر خلّص مواليه.
و ما كان للمصنف فيه كثير تصرف، سوى استيعاب المقالات كلها، و حسن
الترتيب، و جودة النقل.
[1]انفرد الأستاذ الدكتور المرحوم/ محمد
فتح اللّه بدران، بنشر مقدمة «المللو النحل» التي كتبها الشهرستانى، و ذلك فى الطبعة الأولى التي حقق
فيها «المللو النحل» ج 1 ص 3- 5.
و قد ذكر الدكتور محمد بدران فى الصفحة [د] من مقدمته- هو- لهذه
الطبعة، أن تاج الدين الشهرستانى قد ألف كتابه «المللو النحل» للوزير
نصير الدين، الذي كان يتولى وزارة السلطان سنجر عام 521 ه/ 1127 م.
و قد اتضح لنا من النص السابق للشهرستانى- فى المتن عاليه- أن تاج
الدين ألف «المللو النحل» لأبى القاسم على بن جعفر الموسوى، كما ألف له أيضا، «مصارعةالفلاسفة».
(انظر تعليقنا على هذه النقطة فى بحثنا: «الشهرستانىو آراؤه الكلامية
و الفلسفية» ص 110، 111 نسخة فى مكتبة عين شمس، و أخرى بمكتبة كلية البنات- جامعة
عين شمس).