و لا يلزم من كذب الكلام اللفظي الكذب في الكلام النفسي الذي هو
الصفة القائمة بالذات إلّا في الصورة الثالثة لا في الصورتين الأوليين[5]. فلا يلزم النقض
في الصفة بمجرّد خلق الحروف و الكلمات الدالّة على المعاني الكاذبة في الأجسام و
هذا خلاصة مقصود السيّد المحقّق- قدّس سرّه-[6].
[11/ 320] قوله[7]: و لمّا كان
الكلام النفسي عندهم[8] مدلول الكلام اللفظي[9].
قد عرفت أنّ مدلول الكلام اللفظي المطابقي ليس صفة لذاته تعالى[10] كالكلام اللفظي
و لا أمرا واحدا، بل إنّما يكون الصفة القائمة بذاته تعالى[11] هو العلم
الإجمالي بالكلام و بمدلوله و لا يخفى أنّه لا يلزم من كذب الكلام اللفظي الذي هو
من الأفعال[12] النقص في الصفة إذ لا يلزم من العلم التصوري بمضمون الخبر الكاذب
الملقى[13] نقص[14] في الإدراك. لكن لقائل أن يقول: في مجرّد إلقاء الكلام الكاذب و هو
صفة اعتبارية نقص، و هو تعالى منزّه عنه، فاعلم ذلك.
[17/
320] قوله: لكنّا نعلم بالضرورة أنّ من علم شيئا إلى آخره.
[19/
320] قوله: لا يمكن الجواب بمثل ما ذكرنا في الوجه الأوّل إلى آخره[16].
أقول[17]: لا خفاء عليك أنّ هذا الوجه كالوجه[18] الأوّل في
أجزاء جواب الشارح و لا يندفع عنها إلّا[19] بما ذكرناه[20] و تفصيل أجزائه في هذا الوجه أن يقال: كذب
الكلام اللفظي إنّما يكون بكذب الكلام النفسي، فلو كذب الكلام اللفظي لزم كذب
الكلام النفسي و كذبه إنّما يكون قديما لما[21] ذكر[22] في الدليل.