نام کتاب : تعليقه بر الهيات شرح تجريد نویسنده : الخفري، محمد بن احمد جلد : 1 صفحه : 156
لا تكونان[1] له، هكذا حال العقلاء
في ما يصفون اللّه- تعالى[2]- به في ما أحسب[3] و إلى اللّه[4] المفرغ»[5] انتهى.
هذا كلام حقّ دافع لقول من قال بزيادة الصفات الحقيقية على الذات و
مؤيّد لقول من قال صفاته[6] الحقيقية عين ذاته.
قال بهمنيار: «الحىّ هو الدرّاك الفعّال و هذان الوصفان له- تعالى[7]- بذاته، و معنى
قولى «بذاته» انّ وجوده- تعالى[8]- حياته فإنّ
وجوده[9] هو كونه بحيث يصدر[10] عنه أفعال الحياة.
و شرح ذلك: أنّ الحيّ هو أن يكون الشيء بحيث يصدر عنه الفعل و
الإدراك و ذلك على وجهين:
و الثاني: أن يكون حياة[12] الشيء معنى زائدا[13] على وجوده
كحياة الإنسان، فإنّه ما لم ينضمّ إلى الجسم[14] النفس لم يوصف
ذلك الجسم بأنّه حىّ، لأنّه[15] لو كان وجود[16] الجسميّة[17] هو حياته لكان
كلّ جسم حيّا و قد عرفت أنّ إنّيته- تعالى[18]- حياته، فإنّ
إنّيته هي[19] كونه بحيث يصدر عنه أفعال الحياة»[20] انتهى.
أقول: قد مرّ أنّ الوجود الحقيقي ما يكون الشيء باعتباره موجودا فواجب
الوجود لمّا كان باعتبار ذاته موجودا كان وجوده الحقيقي عين ذاته و كذلك الحياة
الحقيقية، فإنّها ما[21] يكون الشيء باعتباره حيّا و لمّا كان ذات[22] واجب[23] الوجود- تعالى[24]- باعتبار ذاته
حيّا، كان الحياة[25] عين ذاته- تعالى[26]- و كذا حال باقي الصفات الحقيقية من[27] العلم و
الإرادة و غيرهما.