نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 86
قبل» أي: في المنطق.
و معنى قوله: «غير مقوّم لماهيّته»: أنّه لا يتوقّف عليه ماهيّته، بل يكون عارضا له[1].
فحاصل القضيّة إنّ ما لا يكون الوجود ذاتيا له يكون الوجود عارضا له،
و كلّ ما يكون الوجود عارضا له يكون وجوده عن غيره، ينتج: أنّ كلّ ما لا يكون
الوجود ذاتيا له يكون وجوده[2] من[3] غيره، و ينعكس بعكس[4] النقيض
إلى أنّ[5] كلّ ما لا يكون وجوده عن غيره يكون الوجود ذاتيا له ننضمّه[6] إلى قولنا: «واجب الوجود لا يكون وجوده عن غيره» لينتج أنّ واجب الوجود يكون الوجود
ذاتيا له. فإمّا أن يكون الوجود جزءا له، أو[7] نفس مهيته. لا سبيل إلى الأوّل لما تقدّم من نفي التركيب، فتعيّن أن
يكون الوجود نفس[8] مهيته، و هو قولهم: الواجب الوجود هو الوجود البحت.
و أمّا قوله: «إلّا[9] الوجود المشترك الّذي لا يوجد إلّا في العقل»، فهو جواب لما يقال:
دلّ كلام الشيخ على أنّ الوجود داخل في مفهوم ذات[10] واجب الوجود، و هو مناف لما ذهبتم إليه من[11] أنّه خارج عن ماهيّته لازم لها.
و جوابه: إنّ الخارج اللازم للوجودات الخاصّة مطلق الوجود المشترك، و
أمّا الداخل فهو الوجود الخاصّ، فلا منافاة.
و[12] أقول: لم يطلق الشيخ[13] في
هذه المواضع إلّا لفظ الوجود مطلقا[14]، و هو لا يدلّ على خصوصية
أصلا [52].
على أنّا لا نشكّ في أنّ معنى الوجود[15] هو الكون و التحقّق[16]. فالوجود
الخاصّ إمّا أن يشتمل[17] على
معنى الكون و الثبوت، أو لا. فإنّ لم يشتمل[18] فليس بوجود قطعا. إذ لا معنى للوجود الخاصّ بالشيء إلّا كونه و
تحقّقه و إن اشتمل على معنى الكون كان الوجود المطلق ذاتيا له و أيضا: لو كان
الوجود المطلق عارضا للوجودات الخاصّة. و من