نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 447
السعادة الّتي عنون[1] النمط
بهما[2]. لنفى أوّلا قول من حصر اللذّات في الحسّية الظاهرة[3]، ثمّ عرّف ماهيّة اللذّة و
الألم. و من البيّن أنّ حسن الترتيب يستدعي تقديم التعريف على البحث الأوّل و
ثانيا[4] أراد أن يشرع في المطلوب[5] بالذات،
و هو إثبات اللذّة العقلية.
و لمّا كان بعض الأوهام ربّما سبق إليه أنّ لذّة عقلية لو وجدت وجب
أن يكون لنا شوق[6] إلى تحصيلها أو ألما عقليا لو كان وقع منا احتراز بالغ عنه و ليس
كذلك، نبّه أوّلا في هذا الفصل على إماطة هذا الوهم فإنّه ربّما يجزم بوجود لذّة
أو ألم و لا تحصل[7] رغبة او رهبة لعدم الذوق و الوجدان، كما أنّ العنين[8] قد يعلم من طريق السماع أنّ في الجماع لذّة و لا يميل إليه، و صاحب الحمية
إذا لم يعرضه آفات الأسقام فربّما لم يحترز[9] عن المتناولات الرديئة، فكذلك هاهنا لم يلزم من عدم الميل إلى[10] حصول اللذّات العقلية، أو عن الآلام العقلية القدح في وجودها.
ثمّ نبّه[11] في
الفصل الأخير[12] على المطلوب، و حاصله أن يقال: كما أنّ لكلّ قوّة من القوى الحيوانية
كمالا إذا حصل صارت ملتذّة[13] به
لما تقرّر أنّ اللذّة[14] هي إدراك الكمال و حصوله، فكذلك للجوهر[15] العاقل كمال و هو أن يكون عالما[16] بالأشياء- فإذا حصل[17] حصلت
اللذّة لا محالة.
و أمّا قوله: «و لو وقع مثل[18] ذلك
لا عن سبب خارج» فهو كما في النوم، فإنّه ربّما يتكيّف الذائقة بكيفية الحلاوة
مأخوذة من الصورة المخزونة في الخيال و لا مادّة[19] هناك، و لهذا[20] قد
يجنب في المنام من رأى امرأة باشرها. ثمّ بيّن أنّ اللذّة العقلية أشرف و أكمل من
اللذّة[21] الحيوانيّة، فإنّ مدركات العقل أشرف من مدركات الحسّ و الإدراكات
العقلية أقوى من الإدراكات الحسّية.