نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 42
أمر معلّل بتلك الغاية[1] و
الغرض[2] [11]: و أمّا الثاني فلأنّ الفاعل إنّما يفعل
لتحصيل ذلك الغرض و الغاية، فلو لا أنّ حصول ذلك الغرض معلول ذلك الفعل[3] لما كان ذلك الفعل لأجله. ثمّ الفاعل و إن كان علّة لوجود الغاية
إلّا أنّه ليس علّة لعلّية الغاية[4]، و[5] لا لمعناها.
أمّا أنّه ليس علّة لعلّيتها فلأنّ الغاية إنّما تكون علّة لذاتها لا
لشيء آخر، و هو ظاهر.
و احتجّ الإمام بأنّ فاعلية الفاعل معلّلة بعلّية الغاية[6]، فلو كانت علّية الغاية
معلّلة[7] بالفاعل لزم الدور.
و فيه نظر! لأنّ[8] فاعلية
الفاعل ليست[9] معلّلة بعلّية الغاية، بل بنفس الغاية، و على ذلك التقدير إنّما يلزم
الدور لو كانت علّية الغاية معلّلة بفاعلية الفاعل [10] و ليس كذلك.
اللّهمّ إلّا أن يكون المراد أنّ الفاعل من حيث إنّه فاعل ليس علّة
لعلّية الغاية، لكن المنع الأوّل لا يندفع[11]. و أمّا أنّ الفاعل ليس علّة لمعناها، فلأنّ معنى الغاية إنّما يوجد
في الفاعل، فلو كان[12] علّة[13] لزم أن يكون الشيء الواحد فاعلا و قابلا[14] لشيء واحد، و إنّه محال هذا كلام الشيخ. قال الشارح: الغاية شيء
من الأشياء و موجود، و لا شكّ[15] أنّ
اعتبار شيئيّتها غير و اعتبار وجودها غير. و قد لا حظ في هذا الكلام عبارة الشيخ
في الشفاء، حيث قال: «الغاية تفرض شيئا و تفرض موجودا و فرق[16] بين الشيء و الموجود و إن كان الشيء لا يكون إلّا موجودا كالفرق
بين الأمر و لازمه، فالعلّة الغائية لها حقيقة و شيئيّة و لها وجود».
ثمّ إنّ[17] المعلول
إن لم يكن مسبوقا بالعدم فهو «المبدع»
و إن كان مسبوقا بالعدم فهو «المحدث»، و غاية المبدع تكون مقارنة[18] لوجوده، لأنّ غاية المبدع هو فاعله[19]، و الفاعل مقارن للمعلول
المبدع في الوجود، فإنّ من مذهبهم أنّ الواجب فاعل للفعل