نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 28
لأنّا نقول: هذا هو المقصد الأصلي[1] من القسم الإلهي، و أعظم بابيه و أشرفهما. و لهذا سمّي باسم الكلّ[2]. و أمّا باب الأمور العامّة فكالمقدّمة له و المبحوث عنه بالعرض. و
الشيخ في هذا الكتاب لم يتعرّض له تعويلا على اشتهاره فيما بين الأصحاب، و أنّ
تصدّى لاقتناء كتابه[3] فقد حصل على طرف منه.
[190/
1- 1/ 3] قوله: في الوجود و علله.
المراد من «الوجود»
هاهنا هو[4] الوجود
المطلق، و من «علله»
الوجودات الخاصّة فإنّ الوجود المطلق[5] مقول بالتشكيك على الوجودات، و المقول بالتشكيك على أشياء لا يكون
ذاتيا لها، لامتناع التفاوت في نفس الماهيّة و أجزائها بل عارضا لها. فيكون
الوجود المطلق[6] عارضا للوجودات الخاصّة، فيكون مفتقرا إليها معلولا لها، فلهذا قال:
«في الوجود و علله».
و إنّما حمله على ذلك، أمّا أوّلا: فلقضية اللفظ، و أمّا ثانيا: فلأنّ
هذا النمط يبحث أوّلا عن الوجود هل يساوق الإحساس أو لا؟ و أنّه ينقسم إلى الواجب
و الممكن و هو بحث عن الوجود المطلق، ثمّ يبحث عن الوجود الممكن و الوجود الواجب و
هو بحث عن الوجودات الخاصّة[7]. فيكون
هذا النمط في الوجود المطلق و الوجودات الخاصّة الّتي هي علله. [1]
و لقائل أن يقول: لا نسلّم أنّ الماهيّة و جزءها لا تتفاوتان، و[8] لم لا يجوز أن يكون حصول الماهيّة و جزءها في بعض الأفراد أولى أو
أقدم أو أكثر من حصولها في بعض؟ على أنّ من الناس من ذهب إلى أنّ الاشتداد و الضعف
اختلاف في نفس الماهيّة بالكمال و النقص، و لو كان هذا مجرّد احتمال لكان[9] من اللوازم إبطاله، و لا سيّما قد ذهب إليه ذاهب. و لئن سلّمنا ذلك
لا نسلّم أنّ الوجود المطلق إذا كان عارضا يكون مفتقرا إلى