نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 138
و إنّما قال: «للمعنى المشترك بين معاني الفعل و الصنع و الإيجاد» و لم يقل: «معناها» و إن كان ظاهر كلام الشيخ
ذلك، لأنّ هذه الألفاظ ليست[1] مترادفة،
بل مختلفة الدلالة في اللغة كما سيجيء. نعم! المعنى المشترك بين معانيها هو
الإحداث.
فإن قلت: هذا مناف لما سبق من اشتراك الإيجاد بين الصنع و الإبداع
فنقول: كأنّه جعل الإيجاد مشتركا بين معنيين مختلفين عموما و خصوصا.
ثمّ إنّ قوما منهم قالوا: إنّ[2] الفاعل إذا أوجد المفعول و أخرجه من العدم فقد زال احتياجه إليه،
حتّى لو جاز العدم على الباري لما ضرّ وجود العالم.
و أكثرهم على أنّ الاحتياج لا يزول بعد الإيجاد، فإنّ المفعول محتاج[3] إلى أعراض يوجدها الفاعل فيه. فهو و إن لم يحتج في أصل الوجود إلى
الفاعل إلّا أنّه يحتاج إليه في البقاء، و لهذا قال: «و قد يقولون».
أمّا عن شبهة البنّاء: فهو أنّا لا نسلّم أنّ البنّاء فاعل للبناء،
بل البنّاء يحدث ميولا قسرية [1] في الأحجار و الآلات، و يحرّكها باعتبار تلك
الميول إلى مواضع[5] معيّنة فيحصل لها[6] أوضاع
و أشكال على الترتيب الّذي يضعها بعضها فوق بعض. و تلك الأوضاع[7] و الهيئات هي البناء، و البنّاء سبب لحركات الآلات، و الحركات معدّات
لحصول البناء. فهو سبب لمعدّات البناء لا فاعل له.
و أمّا عن الشبهة الثانية: فلا نسلّم[8] لزوم تحصيل الحاصل، و إنّما يلزم لو كان التأثير هو تحصيل الوجود و
إخراجه من العدم، و ليس كذلك بل التأثير هو استتباع المؤثّر له و تعلّقه[9] به[10] بحيث لو انعدم المؤثّر انعدم الأثر[11] و يستحيل وجوده بدون وجود المؤثّر.
و[12] مثّل بالترتيب العقلي الّذي بين النور و الشمس، و بالصورة الحاصلة في
المرآت ما دام