نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 90
الوجه الآخر، لكن يجب حينئذ أن يحمل قوله: «الأشياء الّتي لها ماهيّة لا يدخل
الوجود في مفهومها» على الوجودات الخاصّة. و هو خلاف الظاهر، و إلّا لم يكن إلى
ذكرها حاجة. و لو عنى «بالوجود الممكن» في قوله: «يشارك الوجود الممكن في الوجود[1]» الموجود
الممكن كان تحرير السؤال[2] على
الوجه الأوّل و[3] حينئذ لا حاجة إلى زيادة تلك المقدّمة في جوابه [55]، كما حرّرناه.
و على لفظ الشيخ استدراك. لأنّ معنى قوله: «لا يدخل الوجود في مفهومها»
ليس إلّا أنّ الوجود ليس نفس[4] ماهيّتها
و لا جزءا منها، فيرجع كلامه إلى أنّ الوجود ليس ماهيّة شيء و لا جزء ماهيّة شيء[5] لا[6] يكون الوجود نفس ماهيّته و لا جزء ماهيّته، و ظاهر[7] أنّه هذيان! [56] لكن المراد أنّ الوجود ليس نفس[8] ماهيّة شيء و لا جزء ماهيّة شيء[9] من الماهيّات الممكنة، بل هو طارئ عليها و حينئذ يتّضح الكلام.
[212/
1- 62/ 3] قوله: فإذن واجب[10]الوجود
لا يشارك شيئا من الأشياء في أمر ذاتي.
هذا ليس/ 12SB / نتيجة لما ذكر، لأنّ المذكور إنّ الواجب لا
يشارك شيئا في ماهيّته. و معناه أنّ ماهيّة الواجب ليست عين ماهيّة شيء آخر و لا
جزءا لها، لأنّ ماهيّة الواجب الوجود، و الوجود[11] ليس ماهيّة شيء آخر و لا جزءا[12] منها. أمّا أنّ الواجب ليس له[13] ذاتي يشارك فيه شيئا آخر فلم يتبيّن [57].
اللّهم إلّا أن يقال: حقيقة الواجب[14] الوجود، و الوجود[15] لا
يشارك شيئا آخر في ذاتي، إذ الوجود لا جزء له و لا[16] جنس له و لا فصل. لكن لو ثبت هذا[17] لكان كلاما آخر.
ثمّ لو سلّم فإنّما يتمّ ذلك لو كان وجود الفصل أو[18] الخاصّة لقطع المشاركة، و هو