نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 379
و أمّا حديث المناسبة فقياس فقهي.
و تحرير جواب الشارح: إنّ ماهيّة الشيء هو صورته العقلية المجرّدة
عن اللواحق الخارجية، فالصورة العقلية مجرّدة و الخارجية مقارنة. فقوله: «المعقول من السماء ليس بمساو لها»
إن أراد به هذا الافتراق بينهما بالتجرّد و المقارنة فهو كذلك، الّا أنّه لا يبقى
تماثلهما[1] و إن أراد به عدم
اشتراكهما في مفهوم السماء و هي حقيقته الّتي السماء بها هي فليس كذلك، لأنّ
المعقول من السماء لو لم يكن نفس السماء لم يكن المعقول هو السماء، بل غيره. و
إلحاق السواد و البياض بهما غير صحيح، فإنّهما نوعان متضادّان تحت جنسين، و السماء
المعقولة و المحسوسة فردان من نوع واحد. و لا شكّ أنّ المناسبة بينهما أتمّ و
أقوى.
و أمّا قوله: «على أنّ السماء المعقولة»، فهو[2] جواب سؤال يمكن أن يورد [12] و يقال: الصورة المعقولة من السماء لو
كانت ماهيّة السماء لكان العرض ماهيّة الجوهر، و إنّه محال.
فاجاب: بأن المعقول من السماء له اعتباران: أحدهما:/ 45JB /
أنّه قائم بالنفس، و الآخر: أنّه صورة مطابقة للسماء. فبالاعتبار الأوّل عرض، و
بالاعتبار الثاني ماهيّة السماء.
و الحقّ في الجواب: إنّ الجوهرية و العرضية بحسب الوجود الخارجي،
فإنّ الجوهر كما تقرّر[3] ما
لو وجد في الخارج كان لا في موضوع، و كذلك العرض ما لو وجد في الخارج كان في
موضوع، فصورة السماء و إن كانت قائمة بالنفس إلّا أنها بحيث لو وجدت في الخارج
كانت لا في موضوع، فيكون جوهرا لا عرضا.
و لهذا صرّح القوم بأنّ صور الجواهر جواهر.
[63/
2- 282/ 3] قوله: و منها قوله: لا يلزم من كون العاقلة.
أي: لئن سلّمنا أنّه يلزم من تعقّل القوّة الجسمانية محلّها اجتماع
المثلين، و لكن لا نسلّم أنّ اجتماع المثلين محال. و إنّما يكون محالا لو لم يكن
أحدهما ممتازا عن الآخر و ليس كذلك[4]، فإنّ أحدهما حالّ في
القوّة العاقلة[5] و الآخر محلّ لها.