نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 289
و اعترض الشارح على هذا الكلام بقوله: «و ذلك غير واجب». و تقريره
أن يقال: لا نسلّم أنّ كون المحرّك[1] فاعلا
قابلا معا محال. فإنّ من الجائز[2] أن
يكون محرّك متحرّكا من جهتين، فإنّ القوّة محرّكة من جهة أنّها تنفعل من العقل،
متحرّكة من جهة أنّها حالّة في مادّة. و كيف[3] لا يكون محرّكها نفسها و محرّك المتحرّك بالعرض هو محرّك المتحرّك
بالذات؟ لكن محرّك المتحرّك بالذات أعني: الفلك هو تلك القوّة فيكون محرّكها من
حيث يتحرّك بالعرض أيضا هو نفسها، كما أنّ الطبيعة العنصرية محرّكة و متحرّكة
بالعرض [54]، و ليس محرّكها بالحركة العرضية إلّا إيّاها.
و أعلم! أنّ الأنسب أن يكون قوله: «و هذا هو الّذي حملهم على
الاكتفاء» مقدّما على الاعتراض. إلّا أنّ ذكره بعد التزييف لمّا كان فيه نوع
استحقار و استهزاء أخّره عنه.
و الواجب في قوله: «فإذن هي عقول مفارقة» أن يقال: نفوس مفارقة. لما تقدّم[4] من اعترافهم بأنّ للنفوس السماوية تصوّرات عقلية.
[30/
2- 209/ 3] قوله: يريد بيان أنّ المعلول الأوّل لا يمكن أن يكون جسما، بل هو
عقل مجرّد.
قبل تقرير الدليل لا بدّ من تقسيم الموجود إلى العرض[5] و الجواهر الخمسة[6] فالموجود
إمّا أن يكون في موضوع و هو العرض أو لا في موضوع و هو الجوهر. و الجوهر إمّا أن
يكون حالّا[7] و هو الصورة، أو محلّا و هو الهيولى، أو مركّبا من الحالّ و المحلّ و
هو الجسم، أو لا حالّا و لا محلّا. فإن كان متعلّقا[8] بالجسم تعلّق التدبير[9] فهو
النفس، و إلّا فهو العقل.
إذا ثبت هذا فنقول: المعلول الأوّل لا يجوز أن يكون عرضا لأنّ
المعلول الأوّل سابق على غيره و يمتنع سبق العرض على الجوهر، و لا جسما و إلّا لزم
صدور أمرين من الواحد الحقيقي، و لا صورة و لا هيولى لما ثبت من امتناع أن يكون
شيء[10] منهما علّة