نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 288
القوىّ الجسمانية بأنّها لا تقوى على أعمال غير متناهية. فقوله: «و حينئذ» إشارة إلى هذا
الوجه أي: و حين[1] إذا جاز صدور الأمور المتجدّدة في النفس الجسمية عن العقل لا يمكن
القطع.
و الجواب عن الأوّل: إنّ الحركة لا يجوز أن تصدر عن العقل، لما ثبت
أنّ مباشر الحركة هو النفس لا العقل، لأنّه ليس بمستكمل و المتغيّر إنّما يصدر عن
العقل بسبب الحركة الدائمة حتّى تكون هناك سلسلتان معدّتان كلّ فرد من إحداهما
معدّ لفرد[2] من الأخرى: إحداهما سلسلة الانفعالات الواردة على القوىّ الجسمانية،
و الأخرى سلسلة الحركات. و كلّ حركة تعدّ القوّة الجسمانية لحالة انفعالية صادرة
عن العقل، و تلك الحالة[3] الانفعالية
تعدّها لإصدار حركة لا حقة. و هذا كما إذا قطعنا حدّا من حدود المسافة و اعترض حد
آخر شعرنا به و تخيّلنا قطعة فقطعناه ثمّ[4] تخيلنا قطع حدّ آخر ... و هكذا.
فكلّ حركة سابقة معدّة لتخيّل، و هو انفعال، و كلّ تخيل علّة لحركة
لا حقة.
لأنّه إذا كان شيء[6] محرّكا
و[7] متحرّكا فهو من حيث أنّه متحرّك يحتاج إلى محرّك. فإنّ كان محرّكه
نفسه يلزم أن يكون[8] فاعلا و قابلا، و إنّه محال. و إن كان محرّكه غيره فذلك المحرّك إن
كان متحرّكا يلزم احتياجه إلى محرّك آخر، ... و هكذا حتّى ينتهي إلى محرّك غير
متحرّك. قالوا: و ذلك المحرّك هو المبدأ الأوّل، أو العقل الأوّل و ما عداه من
المحرّكين متحرّك. و هذا الّذي حملهم على الاكتفاء في تحريك الأفلاك بالصور
المنطبعة، لأنّهم لمّا ذهبوا إلى أنّ ما عدا المبدأ الأوّل من محرّكات الأفلاك
متحرّك[9] إمّا بالذات أو بالعرض، و النفس و العقل ليسا[10] بمتحرّكين لا بالذات و لا بالعرض فلا دخل لهما في تحريك الأفلاك.
فانحصر محرّكات الأفلاك في القوىّ الجسمانية.