نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 206
ليس منافيا لافتقاره إلى الغير على ما زعمه الجمهور، إذ سبب التعلّق
عندهم هو الحدوث فلا يلزم المصادرة. و مقصود الشيخ هاهنا يحصل بمجرّد هذا، و إليه
أشار الشارح حيث قال: «فالدائم إن كان واجبا بغيره كان مفتقرا، و إلّا فلا». و هذا القدر كاف بحسب
غرضه هاهنا و هو جواز افتقار الدائم إلى الغير، فصار حاصل كلامه رحمه اللّه: إنّ
كلامك يرجع إلى أنّه على الشيخ أن يبيّن افتقار الدائم إلى الغير مع أنّه لم
يبيّنه.
فنقول: ليس على الشيخ إلّا البيان بهذا الوجه الّذي ليس فيه فساد و
قد بيّنه، و أمّا البيان بالوجه الآخر المشتمل على المصادرة فلا يجب على الشيخ
هاهنا و لا يفتقر غرضه هاهنا إليه، فلهذا لم يبينه هاهنا، بل إنّما يبيّنه فيما
سيجيء من إثبات قدم العالم و العقول فتأمّل!.
و أمّا إنّ قول الشارح: «بيّن الشيخ أنّ علّة التعلّق بالغير هي الوجوب بالغير»، ينافي ما مرّ منه:
أنّ البحث عن علّة الحاجة ليس بمفيد فقد عرفت أنّ منشأه الخلط بين علّة الافتقار
و علّة التعلّق، و علمت الفرق بينهما./ 12DB /
[221/
1- 81/ 3] قال الشارح: مثبتي الأحوال من المعتزلة قائلون بذلك ...
مثبتي الأحوال قالوا: الأحوال الخمسة الّتي هي: العالمية و القادرية
و الحييّة و الموجودية و الألوهية على ما زادها أبو هاشم ثابتة في الأزل مع الذات،
و لم يقولوا بوجودها بل إنّهم فرّقوا بين الثبوت و الوجود. فلا يدخل فيما فسّروا
القديم بما لا أوّل لوجوده على ما ذكره الشارح في نقد المحصّل.
[221/
1- 82/ 3] قال الشارح: فهم بين أن يجعلوا الواجب لذاته ...
فيه بحث لأنّ علّة الافتقار إلى الغير عند جمهور المتكلّمين هو
الحدوث على ما نقله الشارح عن الإمام. و إذا كان كذلك فصفات الواجب- تعالى- لمّا
كانت قديمة لم تكن عندهم مفتقرة إلى علّة لفقدان علّة الافتقار فيها، و هي الحدوث
فالظاهر من مذهبهم أنّ هذه الصفات ممكنة ذاتية عندهم غير مفتقرة إلى العلّة. و
إلزامهم افتقارها إلى الغير بإثبات
نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 206