responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانوار الجلاليه نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 94

فقالت المعتزلة: المراد بالكلام هو الحروف و الأصوات المنتظمة الدالّة على المعاني.

و المراد بالمتكلّم من أوجد هذه الحروف و الأصوات، و أنّ تلك الحروف و الأصوات حادثة. و استدلّوا على الأوّل بأنّ ذلك هو المتبادر إلى الذهن من إطلاق لفظ الكلام، و لهذا لا يقال عن الأخرس: إنّه متكلّم. و على الثاني بأنّ المتكلّم اسم فاعل عند أهل اللغة و هم لا يطلقونه إلّا على من وجد منه الفعل. و على الثالث بأنّه عرض مفتقر إلى موضوع و هو غير باق ضرورة. و أيضا: هو مركّب من الحروف التي يعدم السابق منها بوجود اللاحق.

و هذه كلّها دلائل الحدوث فلا يكون قديما.

و قالوا: المراد بكونه تعالى متكلّما هو أنّه أوجد حروفا و أصواتا في أجسام جامدة يعبّر بها عن مراده لأنّ هذا أمر ممكن و اللّه تعالى قادر على كلّ الممكنات، كما تقدّم.

و قالت الأشاعرة: إنّ الكلام و إن اطلق على ما ذكرتم لكنّه يطلق أيضا على معنى قائم بالنفس ليس بأمر و لا نهي و لا خبر و لا استخبار و لا غير ذلك، بل هذه الامور عبارات عنه، كما قال الأخطل‌[1]:

إنّ الكلام لفي الفؤاد، و إنّما

جعل اللسان على الفؤاد دليلا

و اللّه تعالى متكلّم بمعنى أنّه قائم بذاته ذلك المعنى. قالوا: و هو قديم لأنّه صفة له تعالى، و كلّ صفاته قديمة.

قوله: «فإن قيل» إلى آخره، إشارة إلى كلام الأشاعرة هنا. و تقريره: أنّا لا ننكر كون الحروف و الأصوات كلاما، و لا أنّها حادثة، بل نقول: إنّ له تعالى صفة قديمة قائمة بذاته، تصدر عنها الحروف و الأصوات. و تلك الصفة يعبّر عنها بالكلام.

قال المصنّف: إنّا بيّنّا أنّ هذه الحروف صادرة عنه بقدرة و اختيار و علم، و لا يتصوّر


السادس: أنّه إنّما يتحقّق بالمباحثة و إدارة الكلام بين الجانبين، و غيره قد يتحقّق بالتأمّل و مطالعة الكتب.

السابع: أنّه لابتنائه على الأدلّة القطعيّة المؤيّدة أكثرها بالأدلّة السمعيّة أشدّ العلوم تأثيرا في القلب و تغلغلا فيه، فسمّي بالكلام المشتقّ من الكلم و هو الجرح. شرح العقائد النسفيّة: 15، جامع العلوم 3: 134، مذاهب الإسلاميّين 1: 29.

[1]غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو. التّغلبيّ النصرانيّ، الشاعر المعروف المقرّب عند خلفاء بني أميّة لمدحه إيّاهم و انقطاعه إليهم. و هو أحد الثلاثة المتّفق على أنّهم أشعر أهل عصرهم: جرير، و الفرزدق، و الأخطل. الكنى و الألقاب 2: 12، الأعلام للزركليّ 5: 123.

نام کتاب : الانوار الجلاليه نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست