مأدوما»[1]. و قال عليه السّلام
أيضا: «ما لعليّ و نعيم يفنى و لذّة لا تبقى»[2].
[الفقر و المراد منه]
الثالث: الفقر. و ليس المراد
به عدم المال، بل عدم الرغبة في المقتنيات الدنيويّة، لا للعجز عنها و لا للغفلة و
البلاهة بل تكبّرا و تنزّها عنها. و بالجملة هو شعبة من الزهد المتقدّم و غير بعيد
أن يكون قوله عليه السّلام: «الفقر فخري، و به أفتخر»[3]. إشارة إلى
هذا المعنى.
[الرياضة]
الرابع: الرياضة. و المراد بها
منع النفس عن المطلوب من الحركات المضطربة، و جعلها بحيث تصير طاعتها لمولاها ملكة
لها. و يراد بها هنا منع النفس الحيوانيّة عن مطاوعة الشهوة و الغضب و ما يتعلّق
بهما، و منع النفس الناطقة عن متابعة القوى الحيوانيّة من رذائل الأخلاق و
الأعمال، كالحرص على جمع المال و اقتناء الجاه و توابعهما من الحيلة و المكر و
الخديعة و الغلبة و الغضب و الحقد و الحسد و الفجور و الانهماك في الشرور و غيرها،
و جعل طاعة النفس للعقل العمليّ ملكة لها على وجه يوصلها إلى كمالها الممكن.
ثمّ اعلم أنّ النفس إذا تابعت القوّة الشهويّة
سمّيت بهيمة، و إذا تابعت القوّة الغضبيّة سمّيت سبعيّة، و إن جعلت رذائل الأخلاق
ملكة لها سمّيت شيطانيّة. و سمّى اللّه تعالى هذه الجملة في التنزيل نفسا أمّارة[4]، أي أمّارة
بالسوء إن كانت رذائلها ثابتة. و إن لم تكن ثابتة بل تكون مائلة إلى الشرّ تارة و
إلى الخير أخرى و تندم على الشرّ و تلوم عليه سمّاها لوّامة[5]. و إن كانت
منقادة للعقل العمليّ سمّاها مطمئنّة[6]. و المعين على هذه المتابعات هو قطع
العلائق البدنيّة، كما قال بعضهم نظما: