له الوجود بدون اعتبار شيء من الأغيار[1]، و كلّ ما كان
كذلك فوجوده مقتضى ذاته، و مقتضى الذات يمتنع زواله، و زوال الوجود هو العدم،
فواجب الوجود يمتنع عليه العدم.
الثانية: أنّه يقال: له تعالى-
باعتبار ما تقدّم- أسماء أربعة: الباقي و الأزليّ و الأبديّ و السرمديّ. و الفرق
بين هذه المفهومات أنّ الباقي، هو الموجود المستمرّ الوجود، أي لا يوجد زمان من
الأزمنة المحقّقة و المقدّرة إلّا و وجوده مصاحب له.
و الأزليّ، هو المصاحب لجميع
الأزمنة، محقّقة كانت أو مقدّرة في جانب الماضي إلى غير النهاية.
و الأبديّ، هو المصاحب لجميع
الأزمنة، محقّقة كانت أو مقدّرة في جانب المستقبل إلى غير النهاية.
و السرمديّ، هو المصاحب لجميع الثابتات المستمرّ
الوجود في الزمان.
و المراد بالزمان المحقّق، ما هو داخل في الوجود
الخارجيّ بحيث يصير جزءا من العالم. و المقدّر، ما ليس كذلك.
[الواجب ما عداه صادر عنه]
الثالثة: أنّ وجود ما عداه من
الموجودات الخارجيّة صادر عنه، لإمكانها المحوج إلى الفاعل كما تقدّم[2]، إمّا بغير
واسطة كما هو مذهب المتكلّمين، أو بواسطة كما هو رأي الحكماء لوجوب انتهاء كلّ
موجود إليه لبطلان التسلسل عندهم[3]. و يجيء تمام البحث في هذا الكلام.
الرابعة: يقال له باعتبار هذه
الصفة: الصانع و الخالق و البارئ. و هذه المفهومات الثلاثة متقاربة في المعنى، و
قد يمكن الفرق بينها بأن يقال:
الصانع: هو الموجد للشيء،
المخرج له من العدم إلى الوجود.
[3]اختلف العقلاء في أنّ علّة احتياج
الممكن إلى المؤثّر ما ذا؟ فذهب الحكماء إلى أنّ علّة الحاجة هي الإمكان لا غير، و
اختاره بعض المتكلّمين و المحقّق الطوسيّ. و ذهب متقدّموا المتكلّمين إلى أنّ علّة
الحاجة هي الحدوث لا غير.
و ذهب أبو الحسين البصريّ إلى أنّها الإمكان و
الحدوث معا و كلّ منهما جزء علّة. و ذهب الأشعريّ إلى أنّها الإمكان بشرط الحدوث.
إرشاد الطالبين: 156.