responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانوار الجلاليه نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 167

الحكيم لا يفعل إلّا لغرض صحيح، و حينئذ جاز أن يكون ذلك لمصلحة استأثر اللّه بعلمها. و في قول المصنف: «و كشف الحقيقة للّه» إيماء إلى هذا الجواب، فيما أظنّه‌[1].

و أمّا عن الثالث: فبأنّه ممكن، و اللّه قادر مختار، فدفعه جهل محض و مكابرة لصريح العقل و خروج عن الملّة. هذا مع أنّه قد وجد أضعاف عمره عليه السّلام، أمّا في حقّ الأشقياء فكالسامريّ و الدجّال، و أمّا في حقّ السعداء فكنوح عليه السّلام و الخضر.

[الأنبياء و الأئمّة أفضل من كلّ أحد]

قال: تبصرة- لمّا كان الأنبياء و الأئمّة عليهم السّلام تحتاج إليهم الأمّة، للتعليم و التأديب وجب أن يكونوا أعلم و أشجع. و لمّا كانوا معصومين وجب أن يكونوا أقرب إلى اللّه تعالى. و لمّا كان الإمام من رعيّة النبيّ صلى اللّه عليه و آله وجب أن يكون النبيّ صلى اللّه عليه و آله نسبته في الفضل إلى الإمام كنسبة الإمام إلى الرعيّة.

أقول: في هذه التبصرة مسائل:

الأولى: أنّه يجب كون الأنبياء و الأئمّة أفضل من كلّ واحد واحد من الأمّة. و المراد بالأفضليّة: أن يكون أجمع لخصائص الكمال كمّا و كيفا. و إنّما قلنا بوجوب ذلك لأنّ العلّة في وجوب رئاستهم نقص الرعيّة و احتياجهم إلى التعليم و التأديب. فلو لم يكن المحتاج إليهم أفضل لما تحقّق معنى حيثيّة الاحتياج إليهم، لكنّ الفرض خلاف ذلك، فيدخل في وجوب كونهم أفضل من رعاياهم أن يكونوا أعلم و أشجع و أكرم، إلى غير ذلك من الخصائص.

الثانية: أنّه يجب كونهم أقرب إلى اللّه تعالى، بمعنى أنّهم أكثر ثوابا أو بمعنى أنّهم أكثر حظوة عنده بإرادة الخير لهم، أو بمعنى أنّهم أكثر استحقاقا لمراتب التعظيم و التبجيل.


[1]إنّ أصحابنا قد أثبتوا أنّ علّة غيبة صاحب الزمان أرواحنا فداه ليس من اللّه لأنّ ما يجب عليه تعالى عقلا هو خلق الإمام و تمكينه بالتصرّف و العلم و النصّ عليه باسمه و نسبه، و هذا قد فعله اللّه. و ليس من ناحية الإمام عليه السّلام لأنّ ما يجب عليه هو تحمّله للإمامة و قبوله لها، و هذا قد فعله الإمام. فتكون من المكلّفين لأنّ ما يجب عليهم هو مساعدته و النصرة له و قبول أوامره، و هذا لم يفعله المكلّفون.

و قد ذكروا أنّه بعد إثبات أنّ اللّه حكيم و الإمام معصوم فلا تخلو غيبته من حكمة، هي إمّا لخوف على نفسه من أعدائه و خوفه على أوليائه، و إمّا لمصلحة خفيّة استأثر اللّه تعالى بعلمها. تلخيص الشافي 1: 78، 97، تلخيص المحصّل: 433، كشف المراد: 285، نهج المسترشدين: 70.

نام کتاب : الانوار الجلاليه نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست