بيتي، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ما إن
تمسّكتم بهما لن تضلّوا»[1].
إن قلت: هذان الوجهان يعمّان
كلّ أهل البيت، فيصحّ قول الزيديّة.
قلنا: ممنوع فإنّ اشتراط العصمة يخرج من
عداهم. خصوصا، و قد جعل التمسّك بهما مانعا من الضلال، و ذلك لا يتمّ إلّا فيمن
تحقّقت عصمته. و كلّ من قال بذلك قال: إنّ المراد الاثنا عشر عليهم السّلام.
[سبب حرمان الخلق عن إمام الزمان عليه
السّلام]
قال: فائدة- سبب حرمان الخلق عن
إمام الزمان ليس من اللّه تعالى لأنّه لا يخالف مقتضى حكمته، و لا من الإمام
لعصمته، فيكون من رعيّته. و ما لم يزل سبب الغيبة لم يظهر. و الحجّة بعد إزاحة
العلّة و كشف الحقيقة للّه تعالى على الخلق.
و الاستبعاد في طول عمره مع[2] ثبوت إمكانه،
و وقوعه في غيره، جهل محض.
أقول: لمّا اعتقد أصحابنا وجوب الإمامة في كلّ
زمان، و تواتر نقلهم بحصر الإمامة في الاثني عشر: و أنّ الثاني عشر عليه السّلام
قد ولد، و أنّه قد شاهده جماعة منهم يفيد قولهم العلم بنصّ أبيه على عينه عليه
السّلام، و أنّهم نقلوا عنه مسائل و فتاوى[3]، و كان له نوّاب يصدر
الأمر منهم، عنه عليه السّلام[4].
[1]حديث الثقلين متواتر عند المسلمين، و قد
كتب العلماء في سند الحديث كتبا، منها عبقات الأنوار للسيّد حامد حسين، فإنّه خصّ
المجلّد الأوّل منه بأسانيد الحديث. يراجع خلاصة العبقات: 1. و ينظر: الحديث في
مصادر أخرى من الشيعة و السنّة، منها: بصائر الدرجات: 412، الغيبة للنعمانيّ: 17،
أمالي الصدوق: 415، الشافي في الإمامة 3: 120، كنز الفوائد: 370، الطرائف لابن
طاوس: 113، كشف اليقين: 335، مسند أحمد 5: 181، صحيح مسلم 2: 237، سنن الترمذيّ 2:
[3]الأصول من الكافي 1: 329، باب في تسمية
من رآه عليه السّلام، كمال الدين: 434، باب ذكر من شاهد القائم عليه السّلام و رآه
و كلّمه، الإرشاد، للمفيد 2: 330، باب ذكر من رأى الإمام الثاني عشر عليه السّلام،
الاحتجاج 2: 461.
[4]كان لصاحب الأمر عليه السّلام غيبتان:
صغرى و كبرى. و الصغرى دامت مدّتها نحوا من أربع و سبعين سنة، و في هذه المدّة كان
له نوّاب أربعة و هم:
1- أبو عمرو عثمان بن سعيد العمريّ. و كان
بابا لأبيه و جدّه عليهما السّلام من قبل، و ثقة لهما، ثمّ تولّى من قبله عليه
السّلام.
2- أبو جعفر محمّد بن عثمان. توفّي في آخر
جمادي الآخرة سنة 304، أو 305 ه.
3- أبو القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت.
مات في شعبان سنة 326 ه.