للعصمة فالأئمّة هؤلاء، أو غير مشترط فالأئمّة
غيرهم. فالقول بوجوب العصمة- و الأئمّة غيرهم- لم يقل به أحد، فيكون خارقا للإجماع
فيكون باطلا، و هو المطلوب.
[الدليل على إمامة الأئمّة من الكتاب و
السنّة]
و اعلم أنّ المصنّف رحمه اللّه اقتصر من الأدلّة
على هذا الدليل، و هنا أدلّة اخر فنشير إلى بعضها.
الأوّل: قوله تعالى: يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ[1]. فالمراد إمّا من علمت عصمتهم أولا، و الثاني
باطل و إلّا لزم الأمر بطاعة جائز الخطأ أمرا مطلقا، و هو قبيح لا يصدر من الحكيم.
فالأوّل هو المراد و كلّ من قال بذلك قال: إنّهم هم المعنيّون[2]. و يؤيّده
حديث جابر الأنصاريّ[3] عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله لمّا سأله عن
اولي الأمر، فقال عليه السّلام: «هم خلفائي يا جابر أوّلهم أخي عليّ، ثمّ الحسن ثمّ
الحسين» و عدّ تسعة من ولد الحسين عليهم السّلام[4].
الثاني: قوله تعالى: وَ
كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ[5]. و تقريره كما تقدّم.
الثالث: إنّ كلّ واحد منهم
ادّعى الإمامة و ظهر المعجز على يده، و كلّ من كان كذلك فهو إمام و الكبرى سبق
تقريرها في النبوّة، و أمّا الصغرى فقد تواترت الإماميّة بنقل جزء منها.
الرابع: نقلت الإماميّة تواترا
النصّ الجليّ على عليّ عليه السّلام من النبيّ صلى اللّه عليه و آله كقوله: «هذا خليفتي عليكم»[6]. و قوله: «أنت وليّ كلّ
مؤمن[7] بعدي»[8]. و قوله: «سلّموا على عليّ
[2]و استدلّ بها العلّامة على العصمة و
إمامة الأئمّة: الألفين: 307، نهج الحقّ و كشف الصدق: 203.
[3]جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حزام أو
حرام، الأنصاريّ الخزرجيّ. شهد بدرا و ثماني عشرة غزوة مع النبيّ صلى اللّه عليه و
آله.
و هو من السابقين الذين رجعوا إلى أمير
المؤمنين عليه السّلام، و من الأصفياء من أصحابه، عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب
الرسول صلى اللّه عليه و آله تارة، و أخرى من أصحاب عليّ عليه السّلام، و ثالثة من
أصحاب الحسن عليه السّلام، و رابعة من أصحاب الحسين عليه السّلام، و خامسة من أصحاب
السجّاد عليه السّلام، و سادسة من أصحاب الباقر عليه السّلام، و عدّه ابن حجر من
المكثرين عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله، و قال: غزا مع رسول اللّه تسع عشرة
غزوة. مات سنة 78 ه. رجال الطوسيّ: 12، 37، 66، 72، 85، 111، الجمع بين رجال
الصحيحين 1: 72، الإصابة 1: 213، تهذيب التهذيب 2: 42.
[4]كفاية الأثر: 53، البرهان في تفسير
القرآن للبحرانيّ 1: 381.