[سيّدنا محمّد بن عبد اللّه صلى اللّه عليه و
آله نبيّ حقّ]
قال: أصل- محمّد صلى اللّه عليه و آله رسول
اللّه، لأنّه ادّعى النبوّة، و أظهر المعجزة. أمّا الدعوى فمعلومة بالتواتر. و
أمّا المعجزة فكثيرة، و أظهرها القرآن لأنّه صلى اللّه عليه و آله تحدّى به العرب،
و عجزوا عن معارضته، مع توفّر دواعيهم و فرط فصاحتهم. و إلى الآن لم يقدر أحد من
الفصحاء على تركيب كلمات على منواله، فيكون معجزة، فيكون محمّد صلى اللّه عليه و
آله نبيّا حقّا.
أقول: سيّدنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد
المطلّب نبيّ حقّ لأنّه ادّعى النبوّة و ظهر المعجز على يده، و كلّ من كان كذلك
فهو صادق في دعواه. و المصنّف رحمه اللّه لم يورد الكبرى إمّا لظهورها أو لكونها
معلومة من البحث السابق، أمّا الصغرى فقد اشتملت على دعويين:
الأولى: دعواه النبوّة، و هو
معلوم بالتواتر المفيد للعلم ضرورة.
الثانية: أنّه ظهر المعجز على
يده، و هو كثير كانشقاق القمر[1]، و نبوع الماء من بين أصابعه[2]، و إطعام[3] الخلق الكثير
من الطعام القليل[4]، و الإخبار بالغيب[5]، و كلام الحيوان
الأعجم إلى غير ذلك[6]. و أظهرها القرآن العزيز الباقي فإنّه معجزة
لأنّه تحدّى به العرب و عجزوا عن معارضته. أمّا تحدّيه- أي طلب الإتيان بمثله-
فلأنّه بلّغ ما أمره به ربّه في قوله: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ[7]. فَأْتُوا
بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ[8]. إلى غير ذلك، و أمّا
عجزهم فلأنّه أمرهم باتّباعه فأبوا ذلك، فخيّرهم بين الإتيان بمثل القرآن أو
مناجزة القتال، فاختاروا القتال الذي هو أشقّ عليهم من الإتيان بمثله، مع أنّ
الإتيان بمثله كان