نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 70
و الشكر ...
من التعدد، و فى هذا الجواب نظر؛ لأنه ينافى جعل" سواء"
بمعنى مستو؛ لأن مستو إنما يخبر به عن الواحد، تقول: زيد مستو مع عمرو، و لا يخبر
به عن متعدد، فلا تقول: زيد و عمرو مستو، بل مستويان، و أجيب بأن الإخبار بحسب
الظاهر؛ لأن سواء فى الأصل مصدر بمعنى الاستواء فيصح الإخبار به عن الاثنين؛ لأن
المصدر يقع على القليل و الكثير، و إن أريد به هنا اسم الفاعل، و يصح بقاء"
أو" على بابها، و صح الإخبار نظرا للمعنى المراد أى: أحد التعلّقين مستو مع
الآخر، و إنما جعلنا" سواء" خبرا، و المصدر بعده مبتدأ دون العكس؛
لأن" سواء" نكرة من غير مسوغ، و المقصود الإخبار عن التعليقين بالاستواء
لا العكس، و يجوز جعل" سواء" خبرا لمبتدأ محذوف أى: الأمران سواء و
الجملة دليل الجواب، و الجملة بعدها شرطية على جعل همزة الاستفهام المحذوفة مضمنة
معنى" إن" الشرطية لاشتراكهما فى الدلالة على عدم الجزم، و التقدير: إن
تعلق بالنعمة أو بغيرها فالأمران سواء، و يجوز أن تكون" سواء" بمعنى
مستو مبتدأ، و المصدر المأخوذ من الفعل فاعل سدّ مسد الخبر على مذهب من لم يشترط
الاعتماد، و المسوغ للابتداء العمل، فالأوجه فى هذا التركيب ثلاثة، و يجوز وجه رابع،
و هو جعل سواء بمعنى مستو خبرا مقدما و الفعل بعده مبتدأ مؤخرا؛ لأنه مجرد عن
النسبة أو الزمان، فحكمه حكم المصدر، و الهمزة مقدرة بعد" سواء"، و هى
مجردة عن الاستفهام لمجرد التسوية، و كأنه قيل: تعلقه بالنعمة أو بغيرها مستو، و
يقال على هذا سؤالا و جوابا مثل ما قيل على الأول.
[الكلام فى
الشكر]:
(قوله: و الشكر)أى: لغة و أما اصطلاحا؛ فهو صرف العبد جميع ما أنعم اللّه عليه به من
سمع و بصر و غيرهما إلى ما خلق لأجله، أى: صرفها بحسب الطاقة البشرية لا مطلق صرف،
و لذا قال تعالى:وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ[1]و إنما عرف الشكر مع أنه لم يذكر فى المتن؛ لأنه
أخو الحمد، و لم يعرف المدح كأنه مراعاة لما قال