نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 400
فلا يكون الإسناد إلى ما هو له عند المتكلم فى الظاهر (و منه) أى:
و من الإسناد (مجاز عقلى) و يسمى: مجازا حكميا، ...
فهو مما لا يعتد به، و لا يعد من الحقيقة لهذا الجعل و لا من المجاز
لعدم العلاقة، ثم إن ظاهر قول المصنف: و أنت تعلم أنه لم يجئ يقتضى أنه إذا فقد
علم المخاطب بعدم المجىء تعين أن يكون الإسناد فى المثال حقيقة- و ليس كذلك، بل
هو محتمل كما لو كان عالما، و ذلك؛ لأن المخاطب إذا لم يكن عالما بأنه لم يجئ يجوز
أن يكون عالما بأن المتكلم اعتقد أنه لم يجئ، و حينئذ فإن لاحظ المتكلم اعتقاد
المخاطب قرينة على أنه لم يرد ظاهره كان مجازا، و إن لم يلاحظ ذلك كان حقيقة فظهر
لك أن القرينة لا تتوقف على موافقة المخاطب للمتكلم على اعتقاد عدم المجىء، كما
يفهم من كلام المصنف و الشارح، بل تتحقق القرينة بكون المتكلم عالما بعدم المجىء،
و المخاطب عالم باعتقاد المتكلم ذلك، و ظهر ذلك الاعتقاد عند المتكلم و لو كان
المخاطب عالما بالمجىء، إلا أن يقال: هذه الصورة نادرة فلا تقدح فى تعين الحقيقة.
(قوله: فلا يكون
الإسناد إلخ)أى: و حينئذ
فيكون مجازا إن كان الإسناد لملابسة (قوله: مجاز)أصله مجوز من: جاز المكان إذا تعداه؛ لأن الإسناد تعدى مكانه الأصلى
نقلت حركة الواو للساكن قبلها، فقلبت ألفا لتحركها بحسب الأصل، و انفتاح ما قبلها
بحسب الآن.
[المجاز
العقلي]:
(قوله: عقلى)نسبة للعقل؛ لأن التجوز و التصرف فيه فى أمر معقول يدرك بالعقل و هو
الإسناد بخلاف المجاز اللغوى، فإن التصرف فيه فى أمر نقلى: و هو أن هذا اللفظ لم
يوضع لهذا المعنى، و لا يقال مقتضى هذا التوجيه أنه كان يسمى مجازا معقوليا لا
عقليا؛ لأن النسبة تأتى لأدنى ملابسة (قوله: مجازا حكميا)أى: منسوبا للحكم بمعنى الإدراك لتعلقه به فهو من نسبة المتعلق
بالفتح للمتعلق بالكسر، أو أنه نسبة للحكم بمعنى النسبة و الإسناد لتعلقه بها، فإن
قلت: إن المجاز هو عين الإسناد و النسبة، و حينئذ فيلزم تعلق الشىء بنفسه و نسبة
الشىء لنفسه، قلت: المراد بالحكم المنسوب، و المتعلق
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 400