نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 257
[أسفل]
(و أسفل و هو ما إذا غير) الكلام (عنه إلى ما دونه) أى: إلى مرتبة
هى أدنى منه و أنزل (التحق) الكلام- ...
زيد و عمرو و غيرهما من الأفراد، لا يصح أن يقال: هنا الطرف الأعلى
حد الإعجاز و ما يقرب منه، و هذا بخلاف الجسمية الثابتة للإنسان، فإنها ليست من
أحكام الطبيعة، بل من أحكام أفراده، فيصح حمل الأفراد عليها، فيقال: الجسم زيد و
عمرو و غيرهما، و ذلك لأن الأحكام الثابتة للطبيعة قسمان، الأول: ما يثبت لها فى
ضمن الأفراد، و يسمى ذلك أحكام الأفراد: كالجسمية الثابتة للإنسان، فهذا القسم
يصدق على الطبيعة و الأفراد جميعا.
و الثاني: ما يثبت لها فى نفسها، لا فى ضمن الأفراد: كالنوعية
للإنسانية، و يسمى أحكام الطبيعة، و هذا القسم إنما يصدق على الطبيعة و الطرفية من
القسم الثانى لاستلزامها الوحدة و منافاتها الكثرة اللازمة للأفراد، فلا يصح ثبوت
الطرفية لأفراد الطرف، فتحصل من هذا كله: أن جعل الطرف واحد بالنوع المترتب عليه
صحة هذا الزعم لم يتم، فعطل ذلك الزعم (قوله: و أسفل)أى: و طرف أسفل أى: و مرتبة سفلى فى غاية النقصان (قوله: و هو ما)أى: و هو مرتبة إذا غير الكلام أى: انحط و نزل
عنها، بأن لم تراع تلك المرتبة فى الكلام، فضمن غير معنى نزل أو انحط، فلذا عداه
بعن (قوله: إلى
مادونه)أى: إلى مرتبة
أنزل من تلك المرتبة السفلى و هى الخبر من الخصوصيات (قوله: التحق)أى: ذلك الكلام المغير عن تلك المرتبة السفلى بأصوات إلخ، و أورد على
هذا التعريف أنه غير مانع؛ لأنه شامل للطرف الأعلى و الوسط، فإن كل واحد منهما
يصدق عليه أنه مرتبة إذا غير الكلام عنها إلى مادونها التحق بأصوات الحيوانات؛ لأن
ما كان دون الأسفل و أنزل منه يصدق عليه أنه دون بالنسبة للأعلى و الأوسط، و أجيب
بأن هذا الإيراد يدفعه ما فى (ما) من معنى العموم؛ لأن المعنى و هو ما إذا غير إلى
أى مرتبة دونه التحق إلخ، فخرج الأعلى و الأوسط فإنهما ليسا كذلك إذ من جملة دون
الأعلى الأوسط و الأسفل، و من جملة ما دون الأوسط الأسفل و تغيره إلى واحد منها لا
يلحقه بأصوات الحيوانات، ثم إن هذا الاعتراض إنما يرد بناء على أن المراد
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 257