3. الأقسام
إنّ المفعول له على قسمين:
1. المفعول لأجله: [1] و هو ما يقع الفعل لتحصيله، كقوله تعالى: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ. [2]
2. المفعول من أجله: [3] و هو ما يقع الفعل لحصوله، كقوله تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً. [4]
4. الأشكال
1. مقرون ب «أل»: و هو مجرور غالباً، كقوله تعالى: وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [5] و قد ينصب، كقول قريط بن أنيف:
22.
«فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا
شنّوا الإغارةَ فرساناً و ركباناً» [6]
2. مضاف: و يجوز فيه الأمران، كقوله تعالى: وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ [7] و لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ. [8]
3. مجرّد منهما:- و هو الشائع- و الأكثر فيه النصب، [9] كقوله تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً. [10]
5. الأصول في المفعول له
الأوّل: الأصل في المفعول له التأخير عن عامله، و قد يقدّم عليه جوازاً، كقول الكميت:
23.
«طربت و ما شوقاً إلى البيض أطرب
و لا لعباً منّي و ذو الشيب يلعب» [11]
[1] . و يسمّى أيضاً ب «المفعول له التحصيلي».
[2] . البقرة (2) : 265.
[3] . و يسمّى أيضاً ب «المفعول له الحصولي».
[4] . السجدة (32) : 16.
[5] . الإسراء (17) : 24.
[6] . شرح شواهد المغني، ج 1، ص 96.
[7] . الإسراء (17) : 31.
[8] . الحشر (59) : 21.
[9] . و قد يجرّ قليلا كقوله تعالى: لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ. (الأنعام (6) : 151)
[10] . السجدة (32) : 16.
[11] . شرح شواهد المغني، ج 1، ص 34؛ شرح أبيات مغني اللبيب، ج 1، ص 20.