4. عدم انتقاض نفي خبرها ب «إلّا»،
فتعمل في نحو قوله تعالى: ما هذا بَشَراً، [1] بخلاف نحو قوله تعالى: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ. [2]
و اعلم أنّ الباء الزائدة تقع كثيراً في خبرها، كقوله تعالى: وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ. [3]
«لا»: يشترط في عملها ما يكون شرطاً في عمل «ما» مضافا إلى أنّه يشترط تنكير اسمها و خبرها، [4] كقول الشاعر:
15.
«تَعَزَّ فلا شيءٌ على الأرض باقياً
و لا وَزَرٌ ممّا قضى اللّه واقياً» [5]
«لات»: [6] يشترط في عملها شروط عمل «لا» و أن يكون اسمها و خبرها من أسماء الزمان.
و اعلم أنّ أحد معموليها محذوف كثيراً و الغالب اسمها، كقوله تعالى: وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ، [7] أي: لات حين حينَ مناص.
«إن»: تعمل مع الشرائط المذكورة في عمل «ما»، كقول الشاعر:
16.
«إن المرءُ مَيْتاً بانقضاءِ حياتِهِ
و لكن بأن يُبغى عليهِ فَيُخْذَلا» [8]
و الغالب في استعمالها اقتران خبرها ب «إلّا» فتكون مهملة، كقوله تعالى: إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ [9] و إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى. [10]
[1] . يوسف (12) : 31.
[2] . آل عمران (3) : 144.
[3] . فصّلت (41) : 46.
[4] . و عمل «لا» هذه قليل. (راجع: شرح الأُشموني، ج 2، ص 253؛ مغني اللبيب، بحث «لا»).
[5] . لم يسمّ قائله، شرح قطر الندى، ص 144، شرح شواهد المغني، ج 2، ص 612.
[6] . هي في الأصل «لا» النافية زيدت عليها التاء لتأنيث اللفظ أو المبالغة في النفي، كما زيدت على «ثُمّ» و «ربّ» و يقال: «ثمّة» و «رُبَّة».
[7] . ص (38) : 3.
[8] . لم يسمّ قائله، شرح الأُشموني، ج 1، ص 255.
[9] . يوسف (12) : 31.
[10] . التوبة (9) : 107.