نام کتاب : المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 241
و قد كان يستغني عن إفراد هذا الواجب أيضا؛ لدخوله في قوله: (فلو
أبدل الصيغة بطلت) فإنّ تغيير الترتيب تبديل للجزء الصوريّ. و كأنّه أراد بالإبدال
هناك إبدال مادّتها دون صورتها، فتعدّد بذلك الواجب و إن كان يمكنه جمعهما مراعاة
لزيادة العدد باعتبار ما.
و اعلم أنّ
المصنّف غيّر مرجع الضميرين في هذه العبارة حيث أنّث الأوّل و أعاده إلى التحريمة
أو الصيغة، و ذكّر الثاني و أعاده إلى التكبير. و سوّغ ذلك كون الشيء الواحد له
لفظان مختلفان في التذكير و التأنيث، فإنّه يجوز إعادة ضميره إلى أحدهما بتأويل
الآخر، كما نقل من كلامهم: فلان أتاه كتابي فاحتقرها، بتأويل الرسالة أو الصحيفة.
[الثامن: إسماع نفسه
تحقيقا]
(الثامن:
إسماع نفسه) الصيغة (تحقيقا) مع خلوّ السمع عن المانع من صمم و صوت و
حائل و نحوه (أو تقديرا) عند وجود المانع من السمع.
و نبّه بكون
الواجب فيه (إسماع نفسه) عليه أنّه لا يجب فيه جهرا و لا إخفاتا عينا، بل يتخيّر
فيه مطلقا و إن كان للفضيلة تفصيل آخر، و قد علم من الأوّل وجوب التلفّظ به. و في
جمعه بينهما تنبيه على عدم انحصاره فيه، بل اللفظ أعمّ من سماعه، و كذا يعلم ذلك
من قولهم في القراءة: أقلّ السّر إسماع نفسه مع وجوب التلفّظ بالقراءة.
[التاسع: إخراج حروفه من
مخارجها]
(التاسع:
إخراج حروفه من مخارجها) المقرّرة لها في مواضعها، فلو أخرجها من غيرها بطل.
و يعلم من
ذلك وجوب تعلّم المخارج عينا، إذ لا يعلم خروج الحرف من مخرجه بدون العلم بمخرجه،
اللّهم إلّا أن يعرضه على العالم به مرارا، أو يخبره بخروجه من مخرجه و يعلم أنّه
لم يتعدّ ذلك المخرج في تلفّظه. و هذا في الغالب أمر سهل و إن كان إطلاق إيجابه
مقتضيا للعسر، حيث يستلزم تكليف الآحاد بمعرفة مخارج الحروف، و هو غير معهود من
تكليف صاحب الشرع و تابعيه عليهم السّلام.
و كما يجب
إخراج حروف تكبيرة الإحرام من مخارجها، كذا يجب ذلك لغيره من
نام کتاب : المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 241