نام کتاب : العقد الحسيني- الرسالة الوسواسية نویسنده : حسين بن عبد الصمد عاملى جلد : 1 صفحه : 37
في العبادة.
و إذا كان
كذلك فوجوب غسل القلب من الصفات الدنية و الإقبال على الدنيا التي يبعد عن
اللّٰه تعالى غاية البعد أولى لأن القلب هو الرئيس الأعظم لهذه الأعضاء و هو
موضع نظر الرب و مناجاة الباري تعالى لأنه لا ينظر إلى الصور الظاهرة فيجب غسله من
تلك الأدناس ليصلح لمناجاة الرب و الوقوف بين يديه و يستلذ بالمناجاة العبادة و
يقع في حيز القبول لأن الباري طيب طاهر لا يقبل إلا الطيب الطاهر و أما إذا بقي
على نجاسته و كدورته فإنه لا يصلح لمناجاة الحق سبحانه و لا لخدمته فيتحقق عدم
القبول بل يستحق الطرد و العقاب لدخوله من غير الباب و إنما أمرنا بالتيمم بالتراب
عند فقد الماء وضعا لتلك الأعضاء الشريفة و هضما لها بتطهيرها بالتراب الخسيس و
كذا القلب إذا لم يمكن تطهيره من الأخلاق الرذيلة و تحليه بالأوصاف الجميلة وجب أن
يقوم في مقام الذل و الانكسار و الاعتراف بالعجز و القصور فيطلع عليه مولاه الرحيم
و هو منكسر متواضع متذلل فعسى أن يهبه نفحة من نفحات نوره و قضية جوده لأنه عند
القلوب المنكسرة و هذه الإشارات و المعارف و ما نورده بعد ذلك إنما أخذناه من كلام
الأئمة المعصومين عليهم السلام لأنه قد ورد عنهم أن الطهارة عن الحدث و الخبث أمر
مجازي ظاهري و إنما أوجبه الباري سبحانه ليكون طريقا و دليلا على وجوب الطهارة
الحقيقة و هي طهارة القلب لأنه
نام کتاب : العقد الحسيني- الرسالة الوسواسية نویسنده : حسين بن عبد الصمد عاملى جلد : 1 صفحه : 37