لقد اتجه
علماء الشيعة اتجاها ملحوظا في جميع الميادين العلمية منذ أقدم عصورهم، و امتد
نشاطهم و حركتهم الفكرية الى كل ما كان هناك من علوم معروفة و شمل نشاطهم الى جانب
الفقه و أصوله و الكلام و علوم القرآن و اللغة و الادب سوى ذلك من العلوم الاخرى،
و نجد هذا النشاط بارزا على مؤلفاتهم الكثيرة التي تعكس اتجاههم العلمي و نشاطهم
الفكري.
و الانصاف
يحتم علينا ان لا ننسى لهم ما قاموا به من الادوار الكبيرة في الحركة الثقافية في
الاحقاب الاسلامية الماضية، و ما ساهم به اتجاههم هذا الممعن بحثا، الذي جاب مناطق
الانسان و الحياة في بناء الحضارة الاسلامية، و اقامة دعائمها على أسس قويمة
منتجة.
انه لمن
المدهش حقا أن نجد كثيرا من مفكري الشيعة و علمائهم قد سبقوا عصورهم بأجيال
بمعلوماتهم و نظرياتهم و آثارهم، و تركوا حقائق علمية مثيرة.
و من مجاهيل
علماء الشيعة الذين برزوا في هذه الميادين العلمية و الثقافية هو الشيخ الفقيه
المحقق الاصولي المتكلم المولى نجم الدين جعفر بن الزهدري الحلي