و الصعيد لا
يخلو أن يراد به التراب أو نفس الأرض، و قد حكي[1] أنه يطلق
عليها و يراد ما تصاعد على الأرض.
فإن كان
الأول فقد تم ما أردناه، و إن كان الثاني لم يدخل فيه ما ذهب إليه أبو حنيفة، لأن
الكحل و الزرنيخ لا يسمى أرضا بالإطلاق، كما لا يسمى سائر المعادن من الذهب و
الفضة و الحديد بأنه أرض.
و إن كان
الصعيد ما يصاعد على الأرض [2]، لم يخل من أن يكون ما تصاعد عليها ما هو منها و
تسمى باسمها، أو لا يكون كذلك.
فإن كان
الأول فقد دخل فيما ذكرناه، و إن كان الثاني فهو باطل، لأنه لو تصاعد على الأرض شيء
من التمر [3] و المعادن، أو مما هو خارج عن جوهر الأرض، فإنه لا يسمى صعيدا بالإجماع.
و أيضا ما
روي عنه عليه السلام من قوله: «جعلت لي الأرض مسجدا و ترابها
[1]
جمهرة اللغة لابن دريد 2: 654، كلمة «سبخ» محذوفة من (ط) و (د).