نام کتاب : مجموعة الرسائل التسعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 338
و اعراضها البدنية امتثالا لامر اللّه و اجابة لداعى الحقّ فى قولهيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا
نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِالآية و قد مرّت اشارة الى انّ الموت امر طبيعى
و سعى جبلىّ كما اشير إليه فى قوله تعالىيا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً
فَمُلاقِيهِو نحن قد بينا
هذا فى مقام يناسبه بما لا مزيد عليه ثم انّه قد وردت الروايات المختلفة فى باب
المتولى لعمارة هذا المسجد الحرام و الاخذ لطينة هذا البيت المعمور ففى بعضها ان
الجامع للاجزاء بدن آدم هم الملائكة و فى بعضها ان الاخذ لتراب قالبه هم رسل اللّه
ليكون الرسالة الى عباده و فى بعضها ان ملك الموت اخذ قبضة من التراب و فى بعضها
ان اللّه قبض بيده قبضة من اديم الارض و قد ارتكز فى مدارك العقول ان القابض لروح
الانسان المتوفى له هو القابض لاجزاء بدنه فهذه الروايات كلّها صادقة الفحوى
متوافقة المعنى عند الواقف على حقيقة ذات الانسان فان تخمير ذاته من طينات و اصول
أربعة ففيها الطينة الطبيعية و النباتية و الحيوانية و النفسانية فامّا اصل طينتها
النباتية فهى الّتي قبضتها الملائكة الموكلة بعمارة هذا العالم العنصرى فاحياها
اللّه تعالى بالماء و من الماء كل شيء حىّ و امّا مادة طينة الحيوانية فهى التى
جاء بها رسل اللّه لقولهقُلِ
الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّياى ابتداء
حصوله من عالم الامر بيد ملائكة متوسطة بين امر و خلقه و امّا مادة نفسه الناطقة و
عقله الهيولا فى فهى التى يكون حياتها العقلية بنفخه و تعالى روحه فيها لقوله
تعالىفَإِذا سَوَّيْتُهُ
وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِيو
امّا حصّه طينة من كان عبدا عارفا باللّه باقيا ببقائه فاينا عن ذاته فهى التى
احياها بروح القدس كما قال فى حق عيسى و ايدناه بروح القدس ثم لما كان القابض
لطينة الانسان المحيى له هو بعينه القابض لروحه المتوفى لمادته السابقة فتلك
الطينة النباتية الّتي قبضت الملائكة الارضية ترابها فتلك الملئكة بعينها يتوفها و
يقبض روحها الى اللّه لقوله تعالىتَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْو اما الخلقة الحيوانية التى قبضتها الرسل و
احياها الله بامره فهم يأخذون روحها و يتوفونها لقوله تعالىتَوَفَّتْهُ
نام کتاب : مجموعة الرسائل التسعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 338