responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل التسعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 312

كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها كما اشير إليه فى القرآن و ثمارها الحاصلة منها هى العلوم الكلّية و المعارف الالهية و هى أيضا شجرة طوبى التى غرسها يد الرّحمن و هى أيضا شجرة مباركة لا شرقية و لا غربية لتجردها عن شرق العالم و غربه و عدم اختصاصها بمكان او زمان فلا يوجد فى جانب دون جانب كما لا يوجد فى وقت دون وقت‌

الفصل التّاسع فى وجه الحكمة فى خلق الشّياطين‌

ان الانسان كما ينتفع من من إلهام الملك ينتفع من وسوسة الشيطان بوجه فان وجودها من اللّه لا محالة لحكمة و مصلحة و الا لم يوجد لاستحالة العبث و التّعطيل عليه تعالى فان اتباع الشياطين كلهم تبعة الوهم و الخيال و لو لم يكن اوهام المعطلين و خيالات المتفلسفين و الدهريين و ساير اولياء الطاغوت و مراتب جربزتهم و فنون اعوجاجاتهم لما انبعث اولياء اللّه فى تحقيق الحقائق و تعليم العلوم و طلب البراهين لبيان التوحيد و علة الحدوث للعالم بالكشف و اليقين و غير ذلك و كذا فى الاخلاق و الاعمال مثلا لو لا اغتياب المغتابين و تجسس المتجسسين لعيوب الناس لم يجتنب كل الاجتناب من العيوب الخفية التى لا يراها احباءه و انما تظهر له ثبوتها من تدقيقات اعدائه و تجسسهم عيوبه و اظهارهم اياها فكم من عدو خبيث الذات انتفع الانسان من عداوته اكثر مما انتفع من محبة صديقه فان المحبة مما يورث الجهل لعيوب المحبوب و العمى و الصم من معايبه و سماع مثالبه فظهر أن لوجود الاعمال الشيطانية منافع عظيمة للناس و من فوائد الآلام و المحن التى تصل الى العبد من اهل الظلم و الفسق انه يوجب له سرعة الرجوع الى اللّه تعالى و ترك الاخلاد الى الارض و الاجتناب عن اهل الدنيا و طلب اهل الآخرة لما يرى من انباء الزمان و يصل إليه بسببهم من المحن و الآلام الشديدة ما يزعجه عن الخلق و غسله عن الدنيا و نعيمها فينتفر طبعه عنهم راجعا الى اللّه و تشبثا منهم الى مسبب الاسباب و مسهّل الامور امتثالا لقوله تعالى‌ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ‌ كما فى‌

نام کتاب : مجموعة الرسائل التسعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست