نام کتاب : مجموعة الرسائل التسعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 304
منها عن التخيّر لكونها ذات وضع بوجه بخلافه و من هاهنا علم ان
العالم واحد و انّ الدار الآخرة ليست من جنس هذه الدار و لا منسلكة معها فى سلك
واحد بل لها نشأة ثابته لكونها داخلة فى حجب السموات و الارض كما حققنا فى المسائل
المعادية
الفصل الثالث فى جهة الزّمان
الزمان ميزان الحركة و مقياس المتحركات من حيث هى متحركات و ليس كما
ظن انه مقدار الوجود مطلقا بل هو مقدار الوجود التدريجى الضعيف و معيار امتداده
بحسب ما يخرج من القوة الى الفعل لا دفعة فالحركة خروج الشيء من القوة الى الفعل
لا دفعة فلا حركة فى جوهر الشى اذ لا بد فى الحركة من شيء ثابت العين متبدل الصفة
و صفه الشيء خارجة عن ذاته و الزمان مقدار هذا التغير و الآن طرفه كما ان النقطة
طرف الخط و الحركة لكونها امرا متغيرا حادثا محتاج الى محرك فاعل يقوم به و الى
محل قابل تحل فيه فكما ان مقدار الحركة يقوم بالحركة فهى أيضا مما يقوم بامر سابق
عليها خارج عن الحركت و الزمان و الا لتسلسل الامر الى لا نهاية فليس قبل الزمان و
الحركة زمان و حركة اصلا فعلم ان محرك الكل امر وحدانى الذات محيط و الآباد
بالآزال غير متجدد بالمضى و الاستقبال و لا متحد بالامكنة و الاحوال و لا له
الحركة و الانتقال فالنظر الى ماهية الحركة يرشدك الى العلم بان ليس عند ربك صباح
و لا مساء و ان ساحته ارفع من توهم التغير و الفناء فاصعد الى ذروة العرفان من
مهبط جهالة السافلين و قل انى لا احب الآفلينتنبيه اخرالحركة على
قسمين احدهما متّصلة كحركة الافلاك و ما فيها و الاخرى منفصلة كحركة العناصر و ما
منها التى لها ابتداء زمانى و انتهاء زمانى فالزمان أيضا على قسمين بوجه احدهما
الزمان المتصل و هو مقدار حركة العالم من الايام و الليالى و الشهور و السنين و
القرون و ثانيهما الزمان المنقطع كزمان نمو النبات و بلوغ الحيوان و فصول السنة
فكما ان عمر الشخص و مدة تكونه لا يمكن ان يكون
نام کتاب : مجموعة الرسائل التسعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 304