responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 76

تعالى، كما ذكرنا.

و التعددات و التجددات الواقعة فيها إنما هي بالقياس إلى الأشياء المتعلقة بها المتعددة أو المتجددة في أنفسها أو بقياس بعضها إلى بعض و أما بالنسبة إلى الذات الأحدية المتعالية فليست إلا واحدة غير متجددة. فإذن إضافته تعالى إلى الأشياء إضافة واحدة بحسب المعنى و المفهوم، و هي إما مرتبة ترتبا سببيا و مسببيا على حسب ترتب معلولاته فلا يوجب تكثرا في ذاته تعالى، كما لا يوجب صدور الأشياء الكثيرة المرتبة تكثرا في ذاته تعالى. و هذا ما قالت الفلاسفة إن نسبة الأول إلى الثاني أم جميع النسب.

و إما متجددة على حسب تجدد متعلقاتها المتجددة المتصرمة في أنفسها و بقياس بعضها إلى بعض فلا يوجب تغيرا في ذاته تعالى، لأنها بالقياس إلى ذات الواجب في درجة واحدة لا يتجدد و لا يتصرم، بل التجدد و التصرم و الحضور و الغيبة إنما يتحقق للمسجونين في سجن الزمان المطمورين في كوزة المكان.

و أما العوالي و الشوامخ فذواتها مبرئة عن علوق هذه المعاني بهم.

فما ظنك بما هو أعلى و أشمخ منها و هو إله كل عقل و نفس، فهو أعلى و أقدس من أن يقع في التغير و التجسم، كما قال السري السقطي:" ليس عند ربك صباح و لا مساء".

يعني إن نسبة ربك المتنزه المتعالي عن وصمة التغير و التجدد إلى جملة الأمور المتجددة المتعاقبة نسبة واحدة و معية قيومية غير زمانية. و إدراكه محتاج إلى لطف قريحة.

و من هنا يظهر معنى كلام الشيخ الرئيس في التعليقات: الأشياء كلها عند الأوائل واجبات ليس هناك إمكان البتة، فإذا كان شي‌ء لم يكن في وقت فإنما يكون من جهة القابل لا من جهة الفاعل، فإنه كلما حدث استعداد من المادة حدث فيها صورة من هناك إذ ليس هناك منع و بخل. فالأشياء كلها هناك واجبات لا تحدث وقتا و تمنع وقتا و لا تكون هناك كما تكون عندنا.

فصل في علمه تعالى بذاته و لنمهد لبيانه مقدمات:

الأولى‌

أن الحكماء لما أحالوا اتصاف معدوم مطلق بأحكام وجودية حكموا بأن‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست