نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 71
من البسائط شيء من اللوازم و لا أقل من كونه واحدا و موجودا.
و أما ثانيا فلأن الحقيقة المركبة أيضا لها وحدة مخصوصة، حتى الخمسة
في خمسيتها و العشرة في عشريتها.
و اللازم الذي يلزمها من هذه الحيثية ليس علة لزومه أحد أجزاء ذلك
المجتمع و إلا لكان حاصلا قبل ذلك الاجتماع.
و ليس القابل له أيضا أحد أجزائه فإن السطح وحده في المثلث مثلا لا
يمكن أن يكون موصوفا بتساوي الزوايا لقائمتين، و لا الأضلاع الثلاثة فقط، بل
القابل له هو المجموع من حيث ذلك المجموع.
فكان الشيء باعتبار واحد قابلا و فاعلا.
و لذلك ترى الشيخ الرئيس لم يبال في إثبات الصور العلمية لذات الواجب
تعالى علوا كبيرا عنه بلزوم كون الشيء الواحد قابلا و فاعلا، كما سيجيء.
لأن القبول بمعنى مطلق الموصوفية لا ينافي الفعل عنده.
قال بعض الأعلام في هذا المقام: إيجاب الفاعل للمفعول متقدم على فعله
بالذات، و إمكان حصول المقبول في القابل متقدم على قبوله.
فلو كان الواحد الحقيقي الذي لا تعدد فيه بوجه من الوجوه فاعلا لشيء
و قابلا له لكان فيه قبل الفعل و القبول جهتان، جهة بها يوجبه و يقتضيه، و جهة
أخرى بها يستحقه و يمكن حصوله فيه.
أقول: العمدة في هذا المقام إثبات تكثر الجهة سواء كان في نفس القبول
و الفعل أو قبلهما.
فالكلام في تعدد جهة يحصل منها الإيجاب و جهة يحصل منها الاستحقاق و
وحدتهما، بعينه كالكلام في تعدد جهتي الفعل و القبول و وحدتهما، بلا تفاوت، لو تم-
تم و إلا فلا.
و قد استدلوا لإثبات هذه الدعوى بوجوه أخرى تجري مجرى ما ذكرناه
فلهذا تركناها في سنبلها و عشونا عن سلك سبيلها.
و الحاصل أن شيئا مما ذكروه في هذا الباب لا يسمن و لا يغني كما لا
يخفى على ذوي الألباب.
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 71