responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 55

و انتزاع هذا المفهوم البديهي عن حقيقته تعالى ليس بحسب تمثله في الذهن بل بنحو آخر أشرنا إليه سابقا.

فاستقم في هذا المقام و لا تتبع الأوهام التي تزل بها الأقدام و الأفهام.

فصل إله العالم واحد لا شريك له في الإيجاد

و البراهين الماضية إنما دلت على أن الواجب بالذات واحد، و الآن نريد أن نبين وحدة الإله الخالق للعالم، إذ مجرد وحدة الواجب بالذات لا يوجب كون الإله المؤثر في العالم واحدا.

فنقول: قد علم أن واجب الوجود بذاته واحد لا شريك له في الوجوب الذاتي بل في حقيقة الوجود و كل موجود سواه ممكن بذاته و به صار واجبا موجودا.

فبوجوب استناد كل الموجودات و ارتقائها إليه- تعالى- يلزم أن يكون وجودات الأمور كلها مستفادة من أمر واحد هو الواجب الوجود بذاته.

فالأشياء كلها بالقياس إليه محدثة و نسبته إلى ما سواه نسبة ضوء الشمس لو كان قائما بذاته إلى الأجسام المستضيئة عنه المظلمة بحسب ذواتها فإنه بذاته مضي‌ء و بسببه يضي‌ء كل شي‌ء.

و أنت إذا شاهدت إشراق الشمس على موضع و إنارته بنورها، ثم حصول نور آخر من ذلك النور، حكمت بأن النور الثاني من الشمس و أسندته إليها فكذا حال وجودات الأشياء (فالكل من عند الله).

بل نقول: لما تحقق أن الواجب بذاته هو الوجود الحقيقي، و الموجود في حد نفسه و غيره ليس موجودا في نفسه و إنما يكون موجوديتها باعتبار انتسابها إليه- تعالى- و إن التأثير و الإيجاد حقيقة إنما هو إفادة الفاعل نفس ذات المعلول، متعلقة و مرتبطة بنفسه بحيث يصير بارتباطها به مبدأ لانتزاع الوجود منها و مصداقا لحمل الموجود عليها.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست