responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 471

و لذا يرى الملك في صورة دحية الكلبي، و يرى الشيطان في صورة كلب أو ضفدع أو خنزير أو غيره، يكون تلك الصورة عنوان المعنى و محاكيا له بالصدق.

و لذلك رأى بعض المكاشفين الشيطان على صورة كلب جاثم على جيفة يدعو الناس إليها، و كانت الجيفة مثال الدنيا.

و كذا أيضا يدل القرد و الخنازير في النوم على إنسان خبيث، و يدل الشاة على إنسان سليم الجانب و هكذا جميع أبواب التعبير. و في هذا أسرار عجيبة لمن له قلب.

فصل في أضغاث الأحلام و هي المنامات التي لا أصل لها

قد علمت من طريقتنا من أن النفس بقوتها الخيالية التي هي لها في عالمها بمنزلة القوة المحركة في هذا العالم، فكما يصدر منها في عالم المحسوسات بقوتها المحركة بإعانة غيرها من الأسباب أشياء من باب الحركات و التحولات، يسمى بالصنائع و الأفعال كذلك تفعل باختراعها في مملكتها و عالمها الباطني صورا و أشخاصا جسمانية بعضها مطابقة لما يوجد في الخارج و بعضها جزافيات لا أصل لها في شي‌ء من العوالم و البرازخ. و الصور المتأصلة التي يكون في العوالم بعضها مطابقة لبعض، إذ النشئات و العوالم مطابقة بحسب الصور إلا ما يخترعها النفس بدعابة المتخيلة و شيطنتها فإنها مجرد إنشاء لا أصل لها.

فإذا اخترعت المتخيلة بدعابتها و اضطرابها التي لا يفتر عنها في أكثر الأحوال- صورا جزافية- و انتقلت فيها، و حاكتها بأمور أخرى في حال النوم و شاهدها النفس و بقيت مشغولة بمحاكاتها كما تبقى مشغولة بالحواس في اليقظة، و خصوصا إذا كانت ضعيفة في جوهرها، منفعلة عن آثارها القوى، فلا تستعد للاتصال بالجواهر الروحانية و المتخيلة باضطرابها قويت بسبب من الأسباب، فلا يزال تحاكي و تخترع صورا لا وجود لها، و تبقى في الحافظة إلى أن يستيقظ، فتذكر ما رآه في المنام.

و لمحاكاتها أيضا أسباب من أحوال البدن و مزاجه، فإن غلب على مزاجه الصفراء، حاكاها بالأشياء الصفر، و إن كانت فيه الحرارة، حاكاه بالنار و الحمام الحار، و إن غلبت‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست