responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 444

و المناقشة في" يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مما تعدون" ما دامت النفس ساهية لاهية مقبلة على الشهوات الجسمانية و اللذات الجرمانية و الزينة الطبيعية و الغرور بالأماني في هذه الحياة الحسية المذمومة التي ذمها رب العالمين، فقال اعلموا:" أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَ تَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ، كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ، ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً".

كشف مقال لدفع إعضال‌

إن أعضل شبه الجاحدين للمعاد الجسماني و أعظم إشكالات المنكرين للجنة و النار المحكوم بثبوتهما و تحققهما في الشريعة الناموسية و الحكمة القدوسية، هو طلب المكان لهما و استلزام كونهما في جهة من الجهات الامتدادية الجرمية في زمان من الأزمنة المتصرمة المتجددة و استيجاب كونهما داخل حجب السماوات و تحت حيطة محدد الجهات و عرش المتماديات.

فالجواب عن أصل هذه الشبهة و قلع مادتها و انفساخ صورتها هو أن يقال على طريقة الأبحاث المتألهين و أنظار السالكين إلى الله تعالى بأقدام الأفكار و مراكب الأنظار، إن حجتكم هذه مبنية على أن للجنة و النار مكانا من جنس أمكنة هذه الدنيا، لكن أصل إثبات المكان على هذا الوجه للجنة و النار باطل، فالشبهة منهدمة الأساس منحسمة الأصل. لأنا نقول: أولا إن عالم الآخرة عالم تام لا يخرج عنه شي‌ء من جوهره، و ما هذا شأنه لا يكون له مكان، كما أن ليس لمجموع هذا العالم مكان يمكن أن يقع إليه الإشارة الوضعية من خارجه أو داخله، لأن المكان للشي‌ء إنما هو يتقرر بحسب نسبة و إضافة إلى ما هو مباين له في وضعه خارج في إضافته، و ليس في خارج هذا العالم شي‌ء من جنسه، و إلا لم يؤخذ بتمامه، و لا في داخله أيضا ما يكون مفصولا عن جميعه إذا أخذ بهذه الحيثية، فلا إشارة حسية إليه عند أخذه تاما كاملا، لا من خارجه من داخله، فلا يكون له أين و لا وضع.

و لهذا المعنى حكم معلم المشائين ب: أن العالم بتمامه لا مكان له. فقد اتضح أن ما يكون عالما، فطلب المكان له باطل، و المغالطة من باب قياس الجزء إلى الكل، و الاشتباه بين الناقص و الكامل. ثم على سبيل التنزل عن هذا، بقي أن ينظر إلى أن الدار الآخرة مع هذا الدار، هل هما منتظمان في سلك واحد، و المجموع عالم واحد، و حينئذ يكون‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست