نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 437
تتميم تحصيلية
إن النفس الإنسانية في مبادي تكونها و أوائل خلقتها هي بالقوة في
نشئاتها الثلاث، لكونها أولا قبل قوام وجودها في مكمن الإمكان و كتم الخفاء في
مجموع إدراكاتها الثلاثة التي بها يتصل إلى العوالم الثلاثة، و هي الحس لإدراك
عالم المحسوسات و الشهادة، و الخيال لإدراك عالم الغيب و الملكوت، و العقل لإدراك
عالم الربوبية و جبروت الحق تعالى.
و لها في تحصيل كل من النشئات مراتب كمراتبها في العاقلية و
المعقولية، فمراتبها في التعقل كما مر هي العقل الهيولاني و الملكة و بالفعل و
المستفاد، و هي مراتب متعاقبة، فكذلك لها مراتب من الإحساس و التخيل، و تلك
المراتب قوة و استعداد و كمال و فوق الكمال.
فالقوة لها في الإحساس كما للطفل من الكتابة، به هي عند كونه جنينا
لم يلجه الروح و الاستعداد لها فيه كما للأمي المحصل لأسباب الكتابة، و لكنه لم
يتعلم بعد صنعة الكتابة، و هي عند كونه في الرحم بعد و الكمال فيه كما للمتعلم لها
و القادر على صنعتها متى شاء لأجل زوال الموانع الداخلة، و هي بعد تولدها و خروجها
عن الرحم و وقوعها في فضاء الدنيا، و إن كان مع تعطل الحواس عن فعلها لمانع كالنوم
أو التغميض أو غيره.
و فوق الكمال فيه، كما في حالة الكتابة بالفعل، و إنشاء النقوش
المكتوبة بالفعل لأجل زوال الموانع الخارجية أيضا، و هي عند إحساسها بالفعل
لاستجماع الشرائط و دفع الموانع، و كذلك قياس مراتب التخيل.
فالإنسان استوفى في هذا العالم درجات القوة و الاستعداد و الكمال و
فوق الكمال في باب الحاسية و المحسوسية، لكون نفسه ما دام الكون الدنياوي هي تمام
العالم الحسي، و ثمرته التي بها ينتهي استكمال المواد و الأجسام.
و أما في باب المشعرين الآخرين اللتين هما مشعر التخيل و مشعر
التعقل، فأكثر الناس متوقفون في هذين المشعرين ما داموا في هذا الكون على مرتبة
القوة و الاستعداد و لم يبلغوا في شيء منها إلى حد الكمال، و كثير منهم على حد
الكمال في التخيل و التمثل من غير فعلية الأمر التمثيلي منه في العيني الخارجي.
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 437