responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 433

فبعض هذه النصوص و العبارات يدل على أن المعاد للأبدان، و بعضها يدل على أنه للأرواح.

و التحقيق أن الأبدان الأخروية مسلوب عنها كثير من لوازم هذه الأبدان، فإن بدن الآخرة كظل لازم للروح، و كعكس و مثال له، بخلاف هذا البدن المستحيل الفاسد.

و لا تعجب لأولي الألباب من النشأة الثانية، بل تعجبهم من النشأة الأولى أكثر بكثير، إلا أن الأولى لما كانت محسوسة مشاهدة معتادة، سقط التعجب منها، كما ذكره بعض العرفاء: أنه لو سمع عاقل قبل أن يشاهد أن إنسانا يحرك نفسه فوق امرأة مرارا، كما تحرك المخيض، و خرج من بعض أجزائه شي‌ء مثل زبد سيال، فيخفى ذلك الشي‌ء في بعض أعضاء المرء، و يبقى مدة على هذه الحالة ثم يصير علقة، ثم العلقة مضغة، ثم المضغة يصير عظاما، ثم يكسي العظام لحما، ثم يحصل منه الحركة، فيخرج موضعا لم يعهد خروج شي‌ء منه على حالة لا يهلك أمه، و لا يشق عليها ولادته، ثم يفتح عينه و يحصل في ثدي الأم مثل شراب سائغ لم يكن فيها قبل ذلك شي‌ء، و يغتذي به الطفل إلى أن يصير هذا الطفل بالتدريج صاحب صناعات و استنباطات، بل ربما يكون هذا الذي يكون أصله نطفة و هو عند الولادة أضعف خلق الله عن قريب ملكا جبارا قهارا يملك أكثر العالم و يتصرف فيه، فإن التعجب من ذلك أكثر و أوفر من التعجب من النشأة الثانية.

المقالة الثالثة في ضرب آخر من البيان، في تحقيق المعاد

للإنسان على أسلوب عرفاني و نمط شهودي، على لسان أهل التوحيد و فيها فصول‌

فصل في تلخيص القول في المبدإ و المعاد

و الانتقال من الفطرة الأولى، و الارتحال إليها، و بيان التقابل بين مراتب البدء، و مراتب العود و تحقيق ليلة القدر، و يوم القيامة اعلم أن المراد بالمبدإ هاهنا الفطرة الأولى للإنسان و بالمعاد هو العود إليها" فِطْرَتَ‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست