responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 429

الجانبين الظاهر و الباطن و الشهادة و الغيب، بل الغيب شهادة بالقياس إلى بعض النفوس المستعلية عن القيود البدنية الناقصة عن أذيالها غبار المحسوسات الدنية، و هم الذين لا يلتفتون إلى صور هذا العالم و لا ينظرون إلى الدنيا إلا بعين الاحتقار.

ثم إنهم لما كانوا لقوة نفوسهم و علو منزلتهم بمرتبة لا يشغلهم فيها شأن عن شأن و لا يحجبهم منزل عن منزل" و لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ‌" و تذكر الأمور الآخرة، فهي كالمبادي العالية ذاتا و فعلا، فيقدرون على إيجاد أمور مشاهدية و صور إدراكية حيث يكون إيجادهم عين إدراكهم.

و ربما يشغل بعض المكاشفين شهود صور ذلك الموطن عن شهود صور هذا الموطن في اليقظة و مع سلامة الآلات، على عكس حال المحجوبين، و إن كان هذا أيضا نوع حجاب، إلا أنه قرة عيون بعض السالكين الذين حجبت عيونهم بالآخرة عن الدنيا.

فجميع ما ذكرنا من الأحوال بواسطة ظهور سلطان الآخرة على بعض النفوس بوجه من الوجوه.

و هذا أنموذج لمعرفة أحوال الآخرة للنفوس، فكل نفس إنسانية سواء كانت سعيدة أو شقية، فهي إذا انقطعت تعلقاتها بالبدن و خلت و لخراب البيت ارتحلت، صارت حواسها الباطنية لإدراك الأمور الآخرة، أشد و أقوى، فيشاهد الصور العينية الموجودة في الآخرة، و لا يختص شهود الآخرة بنفس دون نفس، إذ كل نفس قطعت التعلق بالبدن اختياريا كان أو اضطراريا، يجب لها انكشاف الأمور المناسبة إياها التي هي من نتائج الأعمال و الأفعال، كما في قوله تعالى:" فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ" فكل نفس يظهر لها هناك حسب اكتسابها في الدنيا من الأخلاق و الملكات الكريمة و الكريهة الحاصلة لها من أعمالها و أفعالها، إما صور حسنة بهيئة، كالجنات و الأنهار و الحور و الغلمان و الحلل الفاخرة و التيجان المكللة باليواقيت و اللؤلؤ و المرجان، أو صور قبيحة مولمة موحشة من الحيات و العقارب و النيران و الجحيم و الزقوم و تصلية جحيم.

بسط مقال لتبيين مرام‌

اعلم أن مسألة المعاد هي ركن عظيم في الإسلام، و أصل كبير في الحكمة، و هي من‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست