نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 400
به النفس و يتوجه إليه تعلقا طبيعيا و توجها غريزيا، لاشتراك الجميع
في الترابية و الرمادية و الإضافة إلى الزمان السابق الذي كانت هذه المادية مصورة
بصور الأعضاء غير باقية، لأن الزمان غير باق، فإذا تمزقت هذه الشبكة و استحالت
ترابا و هواء و طار طائرها القدسي فأي تعلق بقي له بأجزائها المتفرقة المتبددة
التي كل منها في قطر من الأمكنة.
ذكر و تنبيه
إن الغزالي صرح في كثير من المواضع في كتبه ب: أن المعاد الجسماني هو
أن يتعلق المفارق عن بدن ببدن آخر، و استبعد بل استنكر عود أجزاء البدن الأول.
قال: و زيد الشيخ هو بعينه الذي كان شابا و هو بعينه الذي كان طفلا و
جنينا صغيرا في بطن الأم مع عدم بقاء الأجزاء، ففي الحشر أيضا كذلك، و الملتزمون
عود الأجزاء مقلدون بلا دراية.
أقول: قد علمت أن طريقتنا و مذهبنا في الحشر الجسماني عود البدن
بعينه مع نفسه كما يحكم به العقل الصريح من غير تعطيل، و يدل عليه الشرع الصحيح من
غير تأويل.
ثم قال: و هذا ليس بتناسخ، فإن المعاد هو الشخص الأول، و المتناسخ
شخص آخر، فالفرق بين الحشر و التناسخ أن الروح إذا صار مرة أخرى متعلقا ببدن آخر،
فإن حصل من هذا التعلق الشخص الأول، كان حشرا واقعا، لا تناسخا.
أقول: تقريره للمعاد الجسماني بأنه عود للشخص مع عدم عود البدن، و
تصريحه بأن الشخص إنما هو مجموع الروح و البدن، مشكل و أشكل منه ما قرره في الفرق
بين الحشر و التناسخ، أن الشخص الثاني في الثاني غير الأول، و في الأول عينه، إذ
في هذا الفرق تحكم لا يخفى.
و قال في موضع بهذا العبارة: إن الروح يعاد إلى بدن آخر غير الأول و
لا يشاركه في شيء من الأجزاء.
ثم قال: فإن قيل هذا هو التناسخ،؟
قلنا:" سلمنا و لا مشاحة في الأسماء، و الشرع جوز هذا التناسخ و
منع غيره".
أقول: هذا الكلام منه مما تلقاه بعض فضلاء الزمان بالقبول و ذكره في
تصنيفه و استحسنه، و لعله و من تبعه توهما، أن الإيراد الذي يذكر في هذا المقام هو
المبدأ و المعاد ؛ ص401
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 400